كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في الجوانب الاقتصادية لبعض مدن الجزيرة الفراتية من خلال كتب الرحالة والجغرافيين
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في الجوانب الاقتصادية لبعض مدن الجزيرة الفراتية من خلال كتب الرحالة والجغرافيين
كتب / إعلام الكلية :
عقد قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ، ندوة علمية في الجوانب الاقتصادية لبعض مدن الجزيرة الفراتية من خلال كتب الرحالة والجغرافيين .
أكدت الندوة التي ناقشت محاورها الاستاذ المساعد الدكتور مها عبد الرحمن حسين ، إن اقليم الجزيرة الفراتية تميز بغنى اقتصادي كبير، فشكلت الزراعة والصناعة والحرف والتجارة وكذلك الطرق والمراكز والسلع التجارية الهامة موردا مهما لهذا الاقليم فقد وصفه ابن حوقل فقال: " كثير الغلات والخيرات والخصب " ، إذ كانت مناطقها كثيرة الفواكه والحدائق والاشجار والعيون وعرفوا ايضا ما يعرف بنظام التبوير للأرض، وتسقى هذه المزروعات في الاماكن المنخفضة سيحا وتستخدم الآلات في رفع المياه الى المناطق المرتفعة وهنالك مناطق زرعت بالحبوب والقطن واخرى بالأشجار المثمرة والخضروات والفواكه ثم الورد والرياحين، ويذكر ابو نصر الكردي (ت 453هـ/ 1061م) بأنه القى ما يكفي من الحبوب للطيور في فترة الشتاء، كما واشتهرت سنجار بزراعة السمسم والقطن في حرّان وعرابان ورأس العين ونصيبين، وزُرع الورد بأنواعه المتعددة في منطقة هيت وتكريت ونصيبين وقرية باعشيقا.
بينت الندوة إن فيما يخص الضياع فكانت أكثرها لآل حمدان حكّام الموصل وحلب ولاسيما الأمير ناصر الدولة ، واقطعت مدينة بلد الى القائد هزارسب بن تنكير الكردي عام (449هـ/1057م) وامتلكت ايضا الجزيرة الفراتية ثروة حيوانية كبيرة فكانت البادية خير مكان لتربية الابل والخيول إذ كانت طبيعة الجزيرة الفراتية الجغرافية مناسبة فساعدت على توفر المراعي واهتموا ايضا بالطيور واهمها الدراج والسمّان والاوز وتمتعت ايضا بوفرة الاسماك لوجود نهري دجلة والفرات والزابين فضلا عن العيون .
وضحت الدراسة إن من الحرف والصناعات التي كانت منتشرة في الجزيرة الفراتية والتي لها اثر اقتصادي كبير هي الحياكة والفلاحة ومشط الصوف والتي لا تحتاج الى مهارة إذ عاش الصناع في محلة واحدة أو سوق خاص بهم ، وقد وقعت فتنة في الموصل في عامي(307هـ/919م) بين اصحاب الحرف ، ومن اهم الصناعات المشهورة صناعة النسيج في آمد وعرابان والموصل ونصيبين وماردين وميافارقين، وما لبث ان تعرضت هذه الصناعة الى التدهور بسبب الحروب والمنازعات ، وهنالك مدناً أخرى اشتهرت بالصناعات المعدنية كمدينة آمد و نصيبين وحرّان وزبطرة نتيجة لتوفر معدني النحاس والحديد إذ استخدم هذان المعدنان لعمل القدور واشياء اخرى، وظهرت صناعات اخرى كالغذائية مثل صناعة السكر والدقيق وصناعة النقش والحفر والعطور والصابون.
وأشارت الندوة إلى أن بعض مناطق الجزيرة الفراتية شهدت ازدهارا في بعض النواحي الاقتصادية ففي عهد ناصر الدولة ازدهرت صناعة القطن وكانت مدينة ميافارقين اكثر المدن ازدهارا ونشاطا فقد ولي الوقف رجل نصراني يعرف بابن شليطا في عام (425هـ/1033م) إذ عمل هذا قناة راس العين.