
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في المدينة المنورة وأحوالها السياسية والاقتصادية
كتب/ إعلام الكلية:
عقدت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى ندوة في المدينة المنورة وأحوالها السياسية والاقتصادية.
أكدت الندوة التي ناقش محاورها المدرس الدكتور سمر أكرم عبد الرحمن ، والمدرس مروج هاشم كامل ، المدرس المساعد إيمان قاسم حسن ، والمترجمة ورنا اسماعيل إبراهيم إن المدينة المنورة تتسم بشخصيتها الجغرافية المستقلة التي تبرز في اكثر من ملمح من ملامحها الجغرافية فهي تجمع بين التوجه بين التوجه للصحراء والارض المقدسة التي تقع عليها، وبين خصائص المناخ الصحراوي والمتوسطي الذي كان من تأثيره عليها ان جعل السنه فيها فصلين صيف وشتاء دون اعتدال بينها ان اصبحت المدينة المنورة مدارية حارة تخضع لتأثيرات اقليم البحر المتوسط في الشمال والاقاليم الموسمي في الجنوب الى جانب موضع المدينة المنورة المحاط بالحرات والجبال باستثناء شمالها وبعدها عن المسطحات المائية ، مما اضفى عليها ملامح مميزة تظهر فيها عناصر المناخ المختلفة للمنطقة
اشارت الندوة إلى ان من هم سكان يثرب قبل دخول الاسلام والمسلمين الها كان أول من نزل من يثرب هم العماليق فأقام فيها قبائل منهم – بنو هف وسعد بن هفان وبنو مطرويل – وسكنها بعدهم اليهود , وبعد السيل العرم وانهيار سد مأرب قدمت إلى يثرب قبائل الاوس والخزرج فانتشرت في جنوبها وشمالها والعرب، وكان يسكن يثرب مع اليهود عدة بطون عربية قبل هجرة الاوس والخزرج من تلك البطون – بنو الحرمان وهم حي من اليمن ، وبنو مرثد حي من بلي ، وبنو نيف حي من بلي ايضاً ، وبنو معاوية وهم حي من بني سليم ، ثم بنو الحارث بن بهته وبنو الشظية حي من غسان ، وقد بقيت هذه البطون العربية اديان ابائها القديمة ولم تعتنق اليهودية فعدت من موالي ، الا ان الخلاف سرعان ما وقع بين الاوس والخزرج فاندلعت الحروب بين الطرفين واستمرت حتى قبيل الهجرة النبوية الى يثرب استطاع اليهود بمكرهم ان يجعلوا بين القبيلتين حروب طاحنة استمرت مائة وعشرين عام وبهذا سيطر اليهود على اكثر جوانب الحياة في يثرب وذلك لحدوث الحروب الدائمة بين اشهر قبيلتين في المدينة المنورة فسيطروا على الزراعة حيث سكنوا سكن اليهود في أماكن توفرت فيها الشروط اللازمة لممارسة الزراعة، كالمدينة المنورة، وخيبر، وفدك، ووادي القرى، وهذه المدن والقرى قامت في تمتاز هذه الاماكن بخصوبة تربتها ، وغناها بالوديان، والآبار التي كثرت فيها بما يغّذيها بالمياه الكافية لقيام ، إذ كثرت زراعة الشعير في حصون خيبر اشتهروا في الصناعة ومنها صناعة الاسلحة: احترف اليهود صناعة الاسلحة والدروع حتى قيل أنهم ورثوها عن النبي داود فقد كانوا يمتلكون الكثير منها في حصونهم وآطامهم .
وضحت الندوة إن الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وجد عند فتح خيبر مائة من الدروع، والف وخمسمائة سيف و صناعة الحلي (الصياغة): تخصص يهود بني قينقاع في هذه الحرفة، وهم من اكثر اليهود غنى واوسعهم ثراء، وكان لهم في يثرب حي خاص شيدوه واحكموه حتى كان حصنا قويا اما عند دخول الرسول (ص ) يثرب سماها المدينة المنورة واحدث تغيرا في نظام الحياة والتعامل فقد نظم العلاقات بين سكان المدينة، وكتب كتابا بين المهاجرين وادع فيه اليهود وعاهدهم، واقرهم على دينهم واموالهم، وشرط لهم، واشترط عليهم، وقد سميت هذه الوثيقة بالكتاب او الصحيفة ولعل أهم ما جاء في الوثيقة تولي الرسول ( ص ) جميع السلطات، ومن بين اعماله في المدينة المنورة ايضا اعمال النبي محمد ( ص ) في المدينة، ازالة أسباب العداء بين الأوس والخزرج، وبناء المسجد، والمواخاة بين المهاجرين والانصار، واعلان الصحيفة ، وبهذا اصبحت المدينة المنورة اول دوله اسسها الرسول (ص ) لتكون مقر للدولة الاسلامية وكانت المدينة المنورة هي المدينة التي غادرنا منها رسولنا للكريم سنه 11 هـ فضلاً عن القواعد الاقتصادية التي تضمنتها صحيفة المدينة المنورة فقد وضع النبي ﷺ لأهل المدينة أساساً للعمل التجاري ممثلاً بسوق المدينة .


