كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش أثر عبيد البلاط في الدولة العثمانية 1520-1808
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش أثر عبيد البلاط في الدولة العثمانية 1520-1808
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ ( عبيد البلاط وأثرهم في الدولة العثمانية 1520- 1808) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب محمد شكر محمود ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور سنان صادق جواد ، إلى التعرف على أثر عبيد البلاط في الدولة العثمانية 1520-1808.
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها إن للعبيد أثر بارز ومؤثر في سياسة الدولة العثمانية من خلال الادوار التي لعبوها مستغلين ضعف الدولة وتفاقم مشاكلها بعد ان فقدت الدولة سلاطينها الاقوياء الذين عرفوا بالمقدرة والحنكة والحزم والوقوف بشدة ضد تدخل المخصيين بشؤون الدولة ، وقد امتثل العثمانيون الى احكام الشريعة الاسلامية في معاملتهم للاغاوات وما حث عليه الشرع من حيث التأديب والمعاملة اذا كان المكان المخصص للاغاوات الملتحقين حديثا بالحرم اشبه بالمدرسة التي تعطي التعليم الاساسي للعبد مثل القراءة والكتابة باللغة التركية ، فضلا عن التعاليم الاسلامية كما كان للموسيقى والغناء حصص من التعلم.
أوضحت الدراسة تنامى أثر ونفوذ الخصيان في النصف الثاني من القرن السادس عشر، إذ ظهرت بوادر ذلك الدور في السنوات الاخيرة من حكم السلطان سليمان القانوني، للترسخ في عهد ولده السلطان سليم الثاني، الذي يمثل بداية انحطاط الدولة العثمانية، وقد ارتبطت مصلحة الخصيان بمصلحة سيدات الحرملك من امهات السلاطين وزوجاتهم والجواري المخصوصات، لذلك اصبح الخصيان أداة بيد الحريم في تنفيذ مؤامراتهن . وبسبب ضعف السلاطين وتنامي قوة نساء الحرملك ، اصبح للخصيان منزلة عظيمة في الدولة العثمانية ، مستفيدين من قربهم من السلطان وتأثيرهم عليه، فضلا عن تحالفهم مع نساء الحرملك النافذات ، جعل كبار رجال الدولة العثمانية يتزلفون ويتملقون آغا دار السعادة اي رئيس الخصيان لكسب رضاه من اجل حصولهم على المناصب الرفيعة ، او للحفاظ على مناصبهم التي يشغلونها، وهذا ادى الى تنامي ثروة آغا دار السعادة بسبب الرشى التي كان يتقاضاها مقابل تلك الاعمال .
بينت الدراسة إن بعض الخصيان أظهروا مقدرة إدارية عالية أهلتهم لأشغال المناصب العليا في الدولة العثمانية، إذ كان منصب آغا دار السعادة بحد ذاته يعادل رتبة وزير في الدولة العثمانية ، ويعد شاغل ذلك المنصب من خاصة السلطان والمقربين إلية في مجلسه والمناسبات والاحتفالات الرسمية، وذلك دفع ببعض السلاطين إلى إسناد أهم المناصب إليهم مثلما حصل مع سليمان باشا الخصي المعروف بسليمان باشا الخادم، الذي ولاة السلطان سليمان القانوني على مصر لما يقرب من عشر سنوات، من ثم أسند إليه الصدارة العظمى بعد مقتل صهره الصدر الأعظم إبراهيم باشا .
أكدت الدراسة إن تنامي أثر ونفوذ الخصيان وتدخلهم في شؤون الدولة كان عاملا مهما من عوامل انحطاط الدولة العثمانية .