
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المدارس العسكرية العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1876 -1909
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المدارس العسكرية العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1876 -1909
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (المدارس العسكرية العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1876 -1909 ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة نور ابراهيم نجم ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور قحطان احمد فرهود ، الى تسليط الضوء على المدارس العسكرية العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني ، تأسيسها ونشأتها ومراحل تطورها وتحديثها ومناهجها الدراسية والبعثات العسكرية إلى الدول الأوروبية، وأبرز خريجيها.
توصلت الدارسة الى أن الهدف الأساس للسلطان عبد الحميد الثاني من تحديث المؤسسة العسكرية والمدارس العسكرية تحديدًا كان لإعادة إحياء الدولة العثمانية والخلافة من الانهيار والسقوط ، بعدما أصابها من ضعف واضح في القرن التاسع عشر نتيجة الحروب المستمرة والتمردات الداخلية التي أنهكت الجيش العثماني ماديًّا ومعنويًّا، والظروف الاقتصادية والمالية الصعبة والديون التي أوصلت السلطان إلى قناعة بأن إصلاح هذا الوضع لا يتمُّ إلاَّ بإصلاح المؤسسة العسكرية وتقوية الجبهة الداخلية، فبدأ بمشروعه الإصلاحي، وكان التعليم العسكري على رأس قائمة الإصلاحات بوصفه الأساس الصحيح لتنشئة جيل متعلم مثقف بالثقافة العسكرية الحديثة وغرس الولاء للدولة.
بينت الدراسة انه تمَّ تشييد المباني المدرسية الحديثة التي تلبي متطلبات التعليم العسكري، وشمل التسجيل المسلمين وغير المسلمين العثمانيين، وهو ما تميز به عهد السلطان عبد الحميد بعد أن كان التعليم العسكري حِكرًا على المسلمين في الدولة العثمانية، وقد تطورت قدرات الجيش العسكرية، فأصبح جيشًا نظاميًّا، وظهرت هوية عسكرية "ضابط خريج" تدرَّب في المدارس العسكرية، وتميَّز الضباط خريجو المدارس العسكرية بقدراتهم العالية، سواءً في الجيش أو في إدارة الولايات (لخريجي مدرسة العشائر).
وضحت الدراسة أن السلطان عبد الحميد الثاني حاول إحياء المدارس العسكرية لترك انطباع لدى الناس على قوة الدولة وقوة وقدرتها على حمل راية الخلافة الإسلامية، واتضح ذلك من خلال ضخامة مباني المدارس العسكرية، وهي دعايةٌ جيدةٌ لنقل الأفكار العثمانية للأجيال القادمة ، وإن السلطان عبد الحميد الثاني أراد إضفاء طابع الشرعية للدولة من خلال التفاصيل التي أكد إضافتها إلى مباني المدارس، مثل توقيعه وشعاره وصورته الموضوعة على أبواب المدارس ومداخلها، وهو تأكيدٌ لسيادته وترسيخ لهوية الدولة.