
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في جريدة القدس العربي اللندنية
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في جريدة القدس العربي اللندنية
كتب /إعلام الكلية :
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الأستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس ، دراسة في جريدة القدس العربي اللندنية بعنوان «السرديات المُصطنعة – نظرية موت الواقع في الرواية العربية ما بعد الحداثية» .
صدر مؤخرا عن دائرة الثقافة/الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كتاب نقدي جديد للناقد والأكاديمي العراقي خالد علي ياس بعنوان «السرديات المُصطنعة – نظرية موت الواقع في الرواية العربية ما بعد الحداثية» وهو الكتاب السادس له بعد كتابيه الأخيرين «النقد الروائي العربي الحديث ـ رصد لتجارب ما بعد الحداثة» الفائز بجائزة كتارا للنقد الروائي في دورتها الثالثة 2017، وكتاب «سوسيولوجية النظرية النقدية في الفكر الغربي ـ رصد معرفي من مرحلة ما قبل الحداثة إلى مرحلة ما بعد الحداثة» ويمثل الكتاب الجديد رؤية نقدية جديدة ومختلفة في نقد الرواية العربية ما بعد الحداثية، كونها تعمل على تقديم واجتراح نظرية جديدة في إدراك التصور السردي الجمالي للواقع، وفق مؤثرات معاصرة، بدأت تتمظهر في النص الروائي العربي (رؤية وبنية) بفعل التداخلات المعرفية مع عوالم الميديا والسينما، وبفعل رسوخ نظريات فلسفية تنادي بتحول الواقع الحقيقي إلى واقع افتراضي بفعل هذه العوالم.
من هنا تأخذ نظرية (موت الواقع) مداها المعرفي في تشكيل الرؤية الجمالية للنص الروائي العربي ما بعد الحداثي ، من خلال نصوص عملتْ على اعتماد صيغة النسخة الثالثة للكتابة، التي تعتمد إلغاء الواقع الحقيقي والانتقال نحو الوهم، بوصفه قانونا جديدا ممثلا لواقع مفترض، يقدمه النص على أنه هو الواقع الجديد، وبهذا تتكسر مفاهيم المحاكاة المعروفة، إذ ينتقل الروائي بمتخيله السردي لتصور العالم، من مستوى أول مباشر في تحسسه وإدراكه للمكونات الحقيقية لعالم روايته، إلى مستوى ثانٍ من التأمل الذي يوحي له باصطناع هذه المكونات لا تَذكُرُها، وهو بهذا ينتقل خلال ثلاث مراحل من درجة الوعي في الكتابة (مرحلة الأصل) التي تنتج الحكاية/المتن ضمن شروط الواقع الحقيقي، ثم (مرحلة المحاكاة) التي تتخيل جماليا قوانين الواقع/المبنى، وصولا إلى (مرحلة الاصطناع) التي تنتج قوانين فوق واقعية مفترضة ، توحي بالقوانين السابقة، لكنها تمحوها لكي تعيد إنتاجها، وبهذا يموت الواقع الحقيقي ، مخلفا افتراضات سردية ، وخلال ذلك يعتمد الكتاب جهازا اصطلاحيا خاصا بها ، اجترحه الكاتب وفق المفاهيم الجديدة لنظرية موت الواقع، بما يتناسب وطبيعة النص الروائي العربي ما بعد الحداثي، فضلا عن اللجوء إلى مصطلحات قارة مستقرة في النظرية السردية، حسب حاجة التحليل النقدي؛ ليكونا معا أداة مفاهيمية واضحة ومحددة للوصول إلى غايته ، التي حددها منذ البدء ، وهو كشف للرؤية المغايرة التي بدأتْ تتشكل في الرواية العربية، وما كونته من تشكيل سردي، وفق متغيرات العالم الافتراض، لكن ليس محاكاة لأدوات هذا العالم الصناعية، بل من خلال تحويل الكتابة والنص ذاته إلى عالم افتراضي خاص ، بسبب التلاعب بدرجات الكتابة وخلق الوهم والانتقال من الحقيقي إلى المصطنع، وفق متغيرات جمالية ومعرفية خاصة، تلغي بأثرها السرديات الكبرى والصغرى ماحية أثرها، لتنتقل نحو (سرديات مصطنعة) معبرة عن قوانينها الخاصة في تشكيل الواقع الجديد.