كلية التربية للعلوم الانسانية تقيم حلقة نقاشية في البنية الازدواجية في الشعر الأندلسي
كلية التربية للعلوم الانسانية تقيم حلقة نقاشية في البنية الازدواجية في الشعر الأندلسي
أقام قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية، حلقة نقاشية في البنية الازدواجية في الشعر الأندلسي – جدلية الواقع والمثال .
وتهدف الدراسة التي قدمها رئيس قسم اللغة العربية الاستاذ المساعد الدكتور لؤي صيهود فواز ، الى تسليط الضوء على الحالة الثقافية لدى أهل الأندلس في مدة عصر الخلافة .
وجاء في الدراسة ان المجتمع الأندلسي يضم تشكيلة ثقافية معقدة ، فهو خليط من السكان منهم العرب والبربر وغيرهم وهذا المزيج الثقافي ، أدى الى ظهور نوع هجين من ثقافة متعددة الجنسيات والقوميات ، فما أن استقرت الجيوش الاسلامية على أرض الأندلس ، حتى توافد اليها سكان من العرب والبربر ، من كل حدب وصوب ، وقد ضمت تلك الوفود ادباء وشعراء ، كان لهم أثرهم على الثقافة المحلية ، مع تأثرهم لكن بدرجة أقل بالثقافة المحلية ، وقد كان أغلب الظن أن يترك الأدب الأندلسي والفرنسي أثرا جديدا غير تأثير الآداب الأخرى التي كانت موجودة ، ولعل السبب في عدم حدوث ذلك يعود الى ان الثقافة المحلية ثقافة فقيرة لا تضاهي في قوتها ثقافة الوافدين لذلك لم تشدهم اليها بقوة مما ساعد الثقافة العربية الوافدة على احتواء الثقافة المحلية .
وأوضحت الدراسة ان العرب عندما قدموا الى الاندلس جاءوا محملين بذكريات أدبية ، ولغة شاعرية وميول عاطفية فهي تتخايل لعينيه في روحاته وغدواته ، وتسري اليه في هجعاته ، وهو ما يمكن تسميته بالذاكرة العاطفية التي تجلب للمرء خيوطا من الماضي ، فيتمثلها في كل حين وقد بدا ذلك واضحا لدى العرب الوافدين عند الفتح وبعده ممن نشأوا بالأندلس وتفتحت عيونهم على رياضهم الساحرة لانهم من ناحية اولى قد ورثوا ذكريات ابائهم ، وانحدروا من أصلاب تذكرهم بعالم آخر يزدهر فيه الإفصاح البدوي كما انه كان لدى أهل الاندلس الاصليين ذكريات اجتماعية ، وتاريخية ، ولغة وميول عاطفية لذلك وعندما حصل الامتزاج وجد هماك تلاحقا بين اللغات والثقافات في الاندلس وتأثيرا متبادلا بينهما واحتكاكا ثقافيا واضحا ، وبالتالي ادى ذلك الى ظهور الحضارة الاندلسية بخصائصها المتميزة مع الأخذ بعين الاعتبار ان تلك الثقافات – الوافدة والأصلية – المتشكلة من القيم والاعراف والتقاليد التي كانت تسكنهم ، احيانا تلتقي فتحدث المثاقفة ، وأحيانا تتغاير فيحدث التنافر ، وأحيانا تظل حائرة بين الثقافتين لتحدث الازدواجية .