
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يصدر كتابا في السّرديات المُصطنعة (نظرية موت الواقع في الرّواية العربيّة ما بعد الحداثية)
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يصدر كتابا في السّرديات المُصطنعة (نظرية موت الواقع في الرّواية العربيّة ما بعد الحداثية)
كتب/ إعلام الكلية :
صدر للتدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الأستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس ، كتاب جديد في السّرديات المُصطنعة (نظرية موت الواقع في الرّواية العربيّة ما بعد الحداثية) .
تمثل هذه الدراسة رؤية نقدية جديدة ومختلفة في نقد الرّواية العربيّة ما بعد الحداثية، كونها تعمل على تقديم واجتراح نظرية جديدة في إدراك التّصور السّردي الجمالي للواقع على وفق مؤثرات معاصرة ، بدأت تتمظهر في النّص الرّوائي العربي (رؤية وبنية) بفعل التّداخلات المعرفية مع عوالم الميديا والسينما ، وبفعل رسوخ نظريات فلسفية تنادي بتحول الواقع الحقيقي إلى واقع افتراضي بفعل هذه العوالم .
من هنا تأخذ نظرية(موت الواقع) مداها المعرفي في تشكيل الرّؤية الجمالية للنص الرّوائي العربي ما بعد الحداثي ، من خلال نصوص عملتْ على اعتماد صيغة النّسخة الثالثة للكتابة التي تعتمد إلغاء الواقع الحقيقي والانتقال نحو الوهم بوصفه قانونا جديدا ممثلا لواقع مفترض ، يقدمه النّص على أنه هو الواقع الجديد ، وبهذا تتكسر مفاهيم المحاكاة المعروفة ، إذ ينتقل الرّوائي بمتخيله السّردي لتصور العالم ، من مستوى أول مباشر في تحسسه وإدراكه للمكونات الحقيقية لعالم روايته ، إلى مستوى ثانٍ من التّأمل الذي يوحي له باصطناع هذه المكونات لا تَذكُرُها ، وهو بهذا ينتقل خلال ثلاث مراحل من درجة الوعي في الكتابة ، (مرحلة الأصل) التي تنتج الحكاية/المتن ضمن شروط الواقع الحقيقي ، ثم (مرحلة المحاكاة) التي تتخيل جماليا قوانين الواقع/المبنى ، وصولا إلى (مرحلة الاصطناع) التي تنتج قوانين فوق واقعية مفترضة ، توحي بالقوانين السّابقة لكنّها تمحوها لكي تعيد إنتاجها ، وبهذا يموت الواقع الحقيقي مخلفا افتراضات سردية.
وخلال ذلك تعتمد الدراسة جهازا اصطلاحيا خاصا بها ، اجترحته على وفق المفاهيم الجديدة لنظرية موت الواقع بما يتناسب وطبيعة النّص الرّوائي العربي ما بعد الحداثي ، فضلا عن اللجوء إلى مصطلحات قارة مستقرة في النّظرية السّردية بحسب حاجة التحليل النقدي ؛ ليكونا معا أداة مفاهيمية واضحة ومحددة للوصول إلى غاية الدراسة التي حددتْها منذ البدء ، وهو كشف للرؤية المغايرة التي بدأتْ تتشكل في الرّواية العربية وما كونته من تشكيل سردي ، على وفق متغيرات العالم الافتراض ولكن ليس محاكاة لأدوات هذا العالم الصناعية ، بل من خلال تحويل الكتابة والنّص ذاته إلى عالم افتراضي خاص ، بسبب التّلاعب بدرجات الكتابة وخلق الوهم والانتقال من الحقيقي إلى المصطنع على وفق متغيرات جمالية ومعرفية خاصة ، تلغي بأثرها السّرديات الكبرى والصغرى ماحية أثرها ، لتنتقل نحو (سرديات مصطنعة) معبرة عن قوانينها الخاصة في تشكيل الواقع الجديد.