كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش شعر عمرو بن معد يكرب ( ت21هـ) دراسة بلاغية
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش شعر عمرو بن معد يكرب ( ت21هـ) دراسة بلاغية
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (شعر عمرو بن معد يكرب ( ت21هـ) دراسة بلاغية) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة سماح حسن حسين ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور باسم محمد إبراهيم ، إلى دراسة الصور البلاغية في شعر عمرو بن معد يكرب ، التي سعى فيها إلى بيان أغراضه ومقاصده، وترسيخ أفكاره النبيلة الهادفة.
توصلت الدراسة إلى أن شعر عمرو بن معد يكرب مثّل صفحة مضيئة للشجاعة والإقدام وشخصية الفارس العربي الأصيل الذي حمل في عبارات شعره معاني العزة والإباء والكبرياء؛ ولذلك فقد كان لغرض الفخر المساحة الواسعة في شعر الشاعر، وكان ذلك مما يليق بشخصيته، فقد كان شعره مجسدا لملامح تلك الشخصية وتفصيلاتها، إذ عبّر بصدق عما كان يجيش في صدره من ألم وطموحات وأمل، فجاء شعره واقعياً صادقاً حافلاً بمغامراته الجريئة، ولم يحفل الشاعر بغرض المديح كثيراً في شعره، لعلو شأنه ومكانته في قومه وربما كان لكبريائه، وإن وجد في شعره إلّا أبياتاً معدودة، أمّا الأغراض الأخرى فلم تكن أوفر حظاً، فلم ترد أبيات الغزل إلّا في مواضع قليلة، وعلى الرغم من ذلك فقد قدم لنا غزله صوراً حسية، مزج بين جمال المرأة وجمال عناصر طبيعة، أما الرثاء لم يكن له أثرٌ كبير في شعره؛ لأنّه يجد في هذا الغرض مظهراً من مظاهر الضعف، إذ كان يحرص على أنْ لا يكون ضعيفاً أمام قبيلته.
بينت الدراسة أنه وعلى الرغم من ندرة الرثاء في شعره إلّا أنّا وجدنا قطعة في رثاء ابنه (خزز) فيها الألم والحزن، أما هجاؤه فقد كان شخصياً بدافع الغضب والخصومات الشخصية، قبلياً يتجاوز الفرد ليشمل قبيلته، وتبين لنا أن هجاء عمرو قدم لنا صورة شبه وافية عما كان موجود من مستويات التعامل الاجتماعي، وهو يميل نحو بساطة العبارة، واتكأ الشاعر على التصوير البياني بوصفه معياراً مهماً في تشخيص أكثر صوره الشعرية، لبيان ملامح شخصيته التي مثلت شخصية الفارس الشجاع الذي لا يهاب الموت بل يقارعه، سواه أكان ذلك في الجاهلية أم في الإسلام، وكان للصورتين التشبيهية والاستعارية، الأثر الفاعل في إبراز ذلك، كان لتوظيف الصور الكنائية لدى الشاعر أثر فنيّ واضح، انتقل فيه الشاعر من المتخيل إلى المحسوس مع إضفاء سمة المبالغة في سياق النص الشعري، ذلك إن صورة الكناية ادّعاء مقرون بالدليل، فكانت مصاحبة لتأييد الحقيقة ودعوى النص الواقعية التي رمى إليها الشاعر في جُلّ نصوصه التي طالعنا.
وضحت الدراسة أن أغلب صوره تتكئ على التشبيه، وهو يأخذ مادة تصويره من البيئة المحيطة به مركزاً على الحركة، والتقاطها من بين الأشياء وأبرزها في التشبيه، أما الصورتان المجازية والاستعارية، فكانت أقل من التشبيه وروداً في شعره، وإنماز شعر عمرو بن معد يكرب بوضوح العبارة ورقتها وسلاستها وجزالتها، بعيدا عن الغرابة والغموض والتعقيد مما يحكم بفصاحة شعره الذي جاء متاوياً مع مقاصده وفكرة النص، ولعلنا ندرك ذلك جليا في نصوصه التي تضمنت الحكمة والموعظة البليغة في سياق خطاب الآخر .