كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش شعراء الواحدة في ضوء النقد الأدبي
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (شعراء الواحدة في ضوء النقد الأدبي) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة فاتن محمد جاسم، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور إياد عبد الودود عثمان، إلى التعرف على شعراء الواحدة في ضوء النقد الأدبي .
توصلت الدراسة إلى أنّ (شعراء الواحدة) مصطلح ذاع عند النقاد القدماء منذ القرن الثاني الهجري وبنوا عليه أحكاماً عِدّة أتفقوا في عَدّ بعض الشعراء هم من شعراء القصيدة الواحدة ولكنهم اختلفوا في المعايير التي اختيرت لعدهم من شعراء الوحدة، وإن مصطلح (شعراء الواحدة) أو كما أسماه النقاد القدماء (أصحاب الواحدة) تميز لفرادته, شأنه شأن المعلقات، والمنصِفات، والموشّحات، والمدائح النبوية، والمقامات، وقد أطلق مصطلح (شعراء الواحدة) على القصائد المُختارة، أي لم يطلقه الشعراء على أنفسهم، فغفل الزمن عن الكثير من شعر هؤلاء المبدعين ورسخت بعضُ قصائد، وأن (شعراء الواحدة) مصطلح لم يقتصر على عصر معين، بل كان لكل عصر شعراء اشتهروا بواحدة من العصر الجاهلي حتى العصر الأندلسي.
وضحت الدراسة أن جدلية المصطلح تظهر عن طريق تعدد مسميات قصائد شعراء الواحدة، منها ما أطلق عليها: القصيدة الواحدة، والقصيدة اليتيمة، والقصائد النادرة، والدرة الثمينة، والمنسّيات، واليتيمات، والمشهورات، وأن شعراء الواحدة منهم من كان يملك ديواناً أو أكثر من قصيدة، ولكن طارت شهرة إحداهما وانتشرت وذاع صيتها دونَ غيرها من القصائد الأخريات، وأن هناك قصائد واحدة يتيمة لأنها بلا أب والمقصود أنَّها كانت الأولى والأخيرة لقائلها؛ أنها كانت السبب في مقتله على وفق ما اظهره التفكير النقدي القديم، وكانت (واحدة) مالك بن الريب أول قصيدة في رثاء النفس حين رثى نفسه قبل موته ثم تلاه ابن زريق البغدادي، وأن شعراء الواحدة ليسوا من طبقة الشعراء المُهَمَّشين والصّعاليك فقط على ما يُظنّ خطأ بل منهم الأمراء والملوك والتّجار والفرسان.
بينت أن الكثير من هذه القصائد ارتبطت بالتفكير الأسطوري، وأحداث تاريخية مفترضة، زادت من أصالتها وفاعليتها في التطوير، وإلحاقاً بالنقطة أعلاه أضفت مسمى آخر أطلقته عليهنّ في دراستي: (الخالدات)؛ خلدهن التاريخ، فكانت سجلاً خالداً فقد ارتبطت هذه القصائد بأداء متقدّم يستحق التخليد، وأدركَ العلماء القدماء أن المناهج السياقية تحقق وظيفة مهمه في فهم النص ودلالته على مقصديه الشاعر الإنسانية وما يعتريه من ظروف تاريخية واجتماعية ونفسية، ويُعد المنهج التاريخي أول المناهج السياقية؛ لأنه مرتبط بتاريخ الأدب فهو سجل لمآثر الأمة ويظهر الترابط ما بين التأريخ والإبداع الأدبي، ونظراً لتأثير بيئة الشاعر وعلاقته بالمجتمع داخل تلك البيئة كان لها وقعٌ وتأثير في إنتاج نصه الشعري.