أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش اسهامات القضاة العراقيين في القضاء المصري وأثرهم في الحياة العامة
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش اسهامات القضاة العراقيين في القضاء المصري وأثرهم في الحياة العامة
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (اسهامات القضاة العراقيين في القضاء المصري وأثرهم في الحياة العامة من خلال كتاب رفع الاصر عن قضاة مصر لابن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ ) ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب حسام قاسم محمد ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور احمد مطر خضير ، الى اظهار الجانب المشرق للجالية العراقي , بالإضافة الى الدور الذي لعبه القضاة الذين تم تعيينهم في مصر من قبل الخلافة في بغداد , ولان مصر كانت مرتبطة اداريا في بغداد واعطاء صورة واضحة عن ماهية القضاء في مصر على الرغم مما كتب فيه , فضلا عن ابراز دور القضاة العراقيين وما اسهموا في هذا الجانب , والاثر الذي تركه هؤلاء القضاة في الحياة العامة لمصر .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها أن العراق ومصر عاشوا دوما في وحدة شبه كاملة ، لم تعرف الحدود الفاصلة ولم يعرف سكان هذه المناطق أي عارض للمرور، ولا الأذن بالعمل والاقامة ، فقد عكست تفاصيل هذا البحث ، ذلك التعاون العراقي المصري في اطار العروبة والإسلام الذي أثمر في ميدان الثقافة والفكر بالدرجة الأولى وفي المجالات الأخرى المختلفة ، فقد شغل العراقيين المقيمون في مصر ، وعلى مختلف فئاتهم العلمية ، شغلوا دورا كبيرا من خلال ممارستهم وأعمالهم ، كل بحسب موقعه ومهمته ، وقد برهن العراقيين من خلال مساهماتهم بالإضافة إلى الجانب الثقافية برهنوا على وجودهم في المجالات الأخرى ، المذكورة آنفا، في كل منحي الحياة ، وأصبح العراقيين والمصريين كتلة اجتماعية واسعة لا تتجزأ مهما حاول المغرضون والحاقدون على العرب .
وبينت الدراسة ان استمرار انفتاح العراقيين على مصر قد جعل الدور الذي لعبوه في مختلف شؤون الحياة بها جزءا هاما من مكونات الشخصية المصرية خلال عصورهما الإسلامية ، وفي المقابل عندما اشتد الحصار على بيت المقدس من طرف الصليبيين انبرى لمواجهة الصليبين القائد المغوار العراقي صلاح الدين رحمه الله ، وما ينطبق على ما جرى بالأمس البعيد ينطبق على أمثلة ما يجري اليوم، فهل سرى العرب من المحيط إلى الخليج النور إذا ما ظلت أحوالهم الراهنة على ماهي عليه؟، إن الجواب على هذا التساؤل إذا لم ينتبه هؤلاء بأن حالتهم الراهنة هي أشبه بما كان قد جرى خلال العصور الوسطى من تفكك وتناحر و اقتتال مما أدى إلى هزائم في ميدان الحضارة فادى إلى خسارة أرض وضياع علم وحضارة.