
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الحياة العامة للمسلمين من خلال كتابات المؤرخين غير المسلمين
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الحياة العامة للمسلمين من خلال كتابات المؤرخين غير المسلمين
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (الحياة العامة للمسلمين من خلال كتابات المؤرخين غير المسلمين حتى نهاية القرن الثامن الهجري – دراسة نقدية) .
وهدفت الدراسة التي تقدم بها الطالب فرقد شاكر علوان ، واشرف عليها الأستاذ الدكتور عبد الخالق خميس علي ، الى تسليط الضوء على الحياة العامة للمسلمين من خلال كتابات المؤرخين غير المسلمين حتى نهاية القرن الثامن الهجري .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان بعض المؤرخين غير المسلمين لجأوا إلى الاختزال الشديد في الروايات التاريخية , كي لا يبرز أو يورد ما فيه من صور مؤلمة لأبناء جلدته هذا ما جعل مصنفه بعيداً عن الحيادية , وتحلى بعض المؤرخين غير المسلمين بدرجة كبيرة من الحيادية والموضوعية في تسجيل الأحداث والروايات لاسيما تلك التي تعالج أحداثا ومعارك بين المسلمين وأبناء عقيدتهم , ويمكن وصف بعض المؤرخين غير المسلمين بأنهم انتقائيون , والتزم بعض المؤرخين غير المسلمين أحياناً الصمت إزاء بعض الأحداث التاريخية المهمة , وهذا إن دل على شيء إنما يدل على عدم الحيادية وتحكم العاطفة الدينية به ، مما يجعل قلمه لا يسجل الأحداث التي فيها صورة إيجابية للمسلمين أو سلبية لأبناء عقيدته .
وأوضحت الدراسة أن غير المسلمين المقيمين في البلدان الإسلامية لم يكتفوا باتخاذ اللغة العربية أداة للتعبير في طقوسهم الدينية ومعاملاتهم اليومية فقط , بل عنوا بالجانب الحضاري العام للأمة الإسلامية , وأسهموا في التأليف والترجمة , وتركوا لنا موروثاً ضخماً من هذه المصنفات , ولم يكن المؤرخون غير المسلمين على شاكلة واحدة في إيراد الإحداث والروايات الخاصة بالمسلمين ، إذ أنَّ كل واحد من هؤلاء له نظرة مختلفة عن الأخر في سرد الأحداث ، والروايات التاريخية الخاصة بحياة المسلمين , ومرد ذلك تعصبه إلى أبناء جلدته أو بحكم مركزه الديني الذي يترك أثره عليه أحياناً , في حين كان البعض حيادياً أما تزلفاً وتخوفاً من السلطة الحاكمة آنذاك أو التزامه بالعلمية والحيادية كمنهج عمل .
وأكدت الدراسة ان كتاب (تاريخ العالم القديم) يمثل أنموذجاً واضحاً لأسلوب المؤرخين الكنسيين , إذ كان غالباً ما يخلط بين عمله كمؤرخ وعمله كأسقف , وهذا يدعونا إلى الحكم عليه بعدم الموضوعية أحياناً , إذ لم يخلِ من الميول العنصرية الواضحة في شهادته لأبناء جلدته , كذلك يُعد كتاب (تاريخ البطاركة) أهم وثيقة مسيحية باللغة العربية ، وإن كان اسمه يحمل عنوان تاريخ البطاركة ، لكن مضمونه مختلف , إذ لم يقتصر على ذلك فقط بل سجَّل جوانب سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية , أي أنه أعم وأشمل مما يوحي به عنوانه وذلك يجعل منه مصنفاً مهماً للباحث المختص في شؤون بلاد مصر , وتبين ايضا من خلال الدراسة إنَّ عقيدة ابن العبري الدينية في كتابه (تاريخ الدول السرياني) أثرت غالباً على فهمه ورؤيته للأحداث والتطورات الخاصة بحياة المسلمين , على عكس مصنفة (تاريخ مختصر الدول) الذي حذف الكثير من مضمونه عند نقلة إلى العربية خوفاً وتزلفاً للسلطة الحاكمة آنذاك , وعلى الرغم من أن ابن العبري نقل بعض الروايات من مصادر إسلامية لكنه أخذها بتصرف كبير .