أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الحجاج اللغوي في كتب مجالس العلماء واماليهم
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الحجاج اللغوي في كتب مجالس العلماء واماليهم
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ ( الحجاج اللغوي في كتب مجالس العلماء واماليهم ).
وهدفت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة سراب سامي حسين ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي ، الى الوصول إلى الكيفية التي تقوم عليها النصوص بعملية الإقناع والوقوف على أسباب التغاير بين النصوص من حيث درجة الإقناع بين القبول والرفض ، ومن أهم الوسائل اللسانية اللغوية التي تستعمل في الحجاج من الدراسات الحجاجية العربية التي ظهرت في الآونة الأخيرة ( ولاسيما في المغرب العربي) ، إذ عنيت البحوث العربية بدراسة التطبيق على النصوص اللغوية ولاسيما في القران الكريم والشعر العربي دراسات تداولية لكن هذا لا يعني انعدامها في النشر والخطابة والمقامات وغيرها .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها انفتاح الباحثين العرب المعاصرين في المغرب العربي الكبير على النظريات والمناهج الغربية سمح لهم بأثراء الدرس الحجاجي العربي المعاصر (البلاغي واللساني) بوعي علمي دقيق اهتمامهم بمباحث الحجاج والكشف عما يحويه التراث العربي الاسلامي من ملامح النظرية الحجاجية ومن الباحثين (طه عبد الرحمن ,محمد العمري ,ابو بكر العزاوي) ، وأن مصطلح الحجاج مفهوم عائم يتحرك عبر دلالات متنوعة في كثير من الحقول المعرفية وارتبط مساره التاريخي بمصطلحات عدت مرادفات له (كالجدل ,والبرهان ,والحوار ,والمناظرة )وكل هذه المفاهيم تخدم غاية واحدة هي محاولة التأثير ووصول المتكلم الى هدفه التبليغي .
وأوضحت الدراسة ان القران الكريم اتخذ من القصص سبيلا للأقناع والتأثير في المتلقي اذ يسوق الدليل بشكل قصة اذ يـأخذ صورته من واقع الحياة وحوادثها لهذا كان القصص القرآني هو احد اساليب التي حملها القران ليحاجج بها الناس لأدراك الحق وقبوله وشأنه في هذا شأن ما جاء به من اساليب الاستدلال والمناظرة والتعجيز ، وان الحجاج في نظرية الحجاج في اللغة قائم في جوهر اللغة نفسها بصرف النظر عن استخداماتها اذ التمظهر المنطقي للغة دون اي فقدان لخاصيتها التركيبية اصوات وجمل وكلمات فكل قول مهما كانت الغاية منه والدافع اليه هو قول حجاجي .
وبينت الدراسة ان في الخطاب القرآني يعدا الحجاج دائما مهما في عملية الاقناع وفي ادراك الحق وقبوله ، والخطاب القرآني في مفهومه متميز طبعا عن سائر الخطابات البشرية فهو يتوجه الى اصناف متعددة متباينة من المخاطبين في عصور مختلفة يستهدف ارشادهم جميعا مراعيا تدرج معانيه حسب تدرج الافهام والعقول ، ويعد الحجاج مصطلحاً اعجمياً النشأة انتقل الى العربية عن طريق الترجمة وذكرنا ما يقابله في العربية وان تطبيق نظرية الحجاج في هذه الكتب يكشف لنا جوانب وامكانات لم يلتفت اليها احد من قبل ، ومن الأدوات اللغوية الحجاجية الروابط اذا تساهم اما في تعارض الحجج لكي تحقق كل نتيجة معاكسة يراد الوصول اليها واما في تساوق الحجج وتعاونها لتحقيق نتيجة واحدة وقد غلبت الروابط الحجاجية (بل, لكن, و ,ثم ,حتى, لان……) بما يدل على انسجام الحجج وتأثيرها في المتلقي .