اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش قرائن المعنى في ديوان الحماسة لأبي تمام
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش قرائن المعنى في ديوان الحماسة لأبي تمام
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ ( قرائن المعنى في ديوان الحماسة لأبي تمام في ضوء شروحه ) .
وتهدف الاطروحة التي تقدمت بها الطالبة ( سهى ياسين زيد ) ، الى دراسة القرائن الدَّالة على المعنى والواردة في شروح ديوان الحماسة لأبي تمَّام (231ه) , وبدراسة القرائن التي تنبَّهوا عليها , وأشاروا إليها في شروحهم لهذا الديوان , الذي تبوَّأ منزلة كبيرةً بين دراسات العلماء والأدباء، اذ يعدُّ موضوع القرينة من الموضوعات المهمة ، لعلاقتها بالمعنى بوصفه مركز الدراسات اللغوية , فضلا عن ذلك صلتها الأكيدة بقواعد اللغة وقوانينها التي تعين على معرفة أصول اللغة , وتتبين القرائن في العلاقات السياقية التي تربط بين أجزاء الجملة التي يتَّخذها المتكلم وسيلة لإيصال صورة كلامية في ذهنه ، وصلتها بالقرائن الصرفية , التي تضمُّ قرينة المطابقة والصيغة , والقرائن النحوية بقسميها اللفظية والمعنوية.
وتوصلت الدراسة الى ان شرَّاح الحماسة تنبَّهوا إلى أهميتها , ولاسيما: المرزوقي , والأعلم الشنتمري , والتبريزي ، ولا يخفى على ذي شأن أنَّ شرَّاح الحماسة تفاوتت طرائحهم في اعتماد القرينة , وفي شرحها تبعًا لعنايتهم بالمعنى ، إذ وضحت العناية بالمعنى عند أبي عبد الله النمري ، واعتمد على المصادر الأولية لشرح الحماسة , أذ اقتصر أثره على تلمس بعض الكلمات للوصول إلى معنى البيت ولم يتعمق بالتحليلات اللغوية , وابن جني الذي ربط الإعراب بمعنى البيت بحسب تصوره النحوي مع التعليلات النحوية , أمَّا المرزوقي فاعتني بالمعنى , ولاسيما في مقدمته لشرح الديوان , فابتكر طريقة خاصة في الشرح , وهي تدقيق المعاني وتكثيرها , وحرص على ربط المعنى بالإعراب , واتخذه وسيلة لبيان المعاني والمقاصد . أمَّا التبريزي فاتكأ على شرح المرزوقي .
واوضحت الدراسة ان قرينة المطابقة وردت وهي من القرائن الصرفية بأشكال عدة في شروح الحماسة, ومنها : المطابقة بين المسند والمسند إليه , وبين التابع والمتبوع , وبين الضمير ومرجعه ، وردت قرينة الصيغة وهي قرينة صرفية شروح الحماسة ، إذ عني الشراح بذكر دلالة بعض الصيغ الواردة في الديوان وأثرها على معنى البيت , وهذه الصيغ هي : صيغة (تفاعل) ودلالتها على المشاركة , و(فعَّل) ودلالتها على التكثير , و(فعَّال) ودلالتها على المبالغة , وغيرها.
عني شرَّاح الحماسة بذكر القرائن النحوية اللفظية , ومنها قرينة الرتبة , ومن الرتب التي ذكروها : الرتبة بين الفعل والفاعل , ورتبة الفعل والفاعل والمفعول, ورتبة الأدوات التي لها الصدارة في الجملة , ورتبة الصلة والموصول , ورتبة التوابع و متبوعها , ورتبة المضاف والمضاف إليه , ورتبة جواب القسم , ورتبة الضمير وصاحبه. ويعدُّ الربط من القرائن النحوية اللفظية , تعددت صوره في شروح الحماسة , ومنها : الربط بالإسناد , والربط بالتكرار , والربط بالإحالة , والربط بالأدوات ، قرينة العلامة الإعرابية , قرينة لفظية نحوية , ويشير الإعراب إلى العلاقة بين المعنى والعلامة , وعدَّ النحاة هذه القرينة النحو كلَّه , وأطلق شرَّاح الحماسة مصطلح (الإعراب) على المباحث النحوية جميعها , فأشار ابن جني إلى العلاقة بين الإعراب والمعنى , فإذا تغير الإعراب تغير المعنى , وذكروا العلامات الإعرابية في مواضع عدة .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية