
التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في حركات دينية “منحرفة” في العراق ؛ مشكلة اجتماعية
كتب/إعلام الكلية:عقدت وحدة الارشاد النفسي والتوجيه التربوي، بالتعاون مع قسم العلوم التربوية والنفسية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى، ندوة في حركات دينية “منحرفة” في العراق – مشكلة اجتماعية .هدفت الندوة التي ناقش محاورها المدرس الدكتور عبد الحكيم طلب جعفر، الى تسليط الضوء على الحركات الدينية “المنحرفة” في العراق, إذ شهد المجتمع العراقي تحركات حكومية وأمنية واسعة ومبادرات من جهات مختلفة لمواجهة حركات وأنشطة دينية تصف بيانات رسمية بعضها بأنها “مُنحرفة” التي تتبنى طقوساً قاسية تصل إلى الانتحار، وهي تلاقي استهجاناً واسعاً من المجتمع العراقي, إذ تروّج تلك الحركات والأنشطة الدينية معتقدات وأفكاراً وتفسيرات جديدة لنصوص دينية، من بينها الانتحار لتسريع ظهور علامات “نهاية الزمان”، أو تفسيرات أخرى لإلحاق الأذى بالنفس من أجل التكفير عن الذنوب, وتعد جماعات “القربان” و”العلويون” و”النذر” من أبرز تلك الحركات, وتتبنى أفكاراً وطقوساً أبرزها التضحية بالنفس خلال جلسات جماعية، أو إلحاق الأذى الجسدي الشديد للتكفير عن الذنوب .بينت الندوة ظهور تلك الحركات المنحرفة يرتبط بشكل رئيس بمستوى التعليم والوعي الثقافي ومشكلة الفقر, وعلى الرغم من قلة عدد المنتمين إليها مقارنة بالمجتمع العراقي كله، ولدى فحص سير الذين انتحروا أو انخرطوا في تلك الجماعات يظهر أن العامل المشترك الوحيد بينهم هو عدم إكمال دراستهم والفقر والنشأة في بيئات متدينة تغرق بالتفاصيل التي تتحدث عن الآخرة، وتهمل واقع احتمال حصول تغييرات في الحياة , وضعف التربية الدينية والتعليمية تلعب دوراً كبيراً في ظهور تلك الجماعات، إذ تفتقر العديد من الشباب إلى التوجيه الديني الصحيح، ما سهّل استغلال الجماعات المتطرفة لهم من خلال تقديم تفسيرات مشوّهة للنصوص الدينية، أو نشر مفاهيم مغلوطة تتعارض مع التعاليم الدينية الصحيحة, كما أن التأثيرات الخارجية سواء من خلال الإنترنت أو وسائل الإعلام الحديثة، تمثل تحدياً آخر، إذ تُستخدم منصات التواصل الاجتماعي لترويج تلك الأفكار بسرعة وكفاءة، ما يجعل الشباب أكثر عرضة للتأثر بها من دون وجود إشراف كافٍ من العائلة أو المجتمع .أوصت الندوة بضرورة أن يترك رجال الدين أثرهم في كشف الزيف والادعاءات التي تقوم بها قيادات تلك الجماعات، واثر المؤسسات الإعلامية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية في التوعية ضد الجماعات، واثر المؤسسات الحكومية في توفير فرص العمل والحياة الكريمة للشباب والتوعية في الجانب التعليمي والتثقيفي .



