
تدريسية من كلية التربية للعلوم الانسانية تنشر بحثا في مجلة المورد بعنوان التراث ومساحة كبيرة من النقض في ديوان تأريخ يتمزق في جسد امرأة لأدونيس
تدريسية من كلية التربية للعلوم الانسانية تنشر بحثا في مجلة المورد بعنوان التراث ومساحة كبيرة من النقض في ديوان تأريخ يتمزق في جسد امرأة لأدونيس
كتب / اعلام الكلية:
تدريسية من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور ( نوافل يونس سالم الحمداني ) ، تنشر بحثا في مجلة المورد الصادرة عن الشؤون الثقافية العامة العدد الثاني لسنة 2017 ، والموسوم بـ (التراث … ومساحة كبيرة من النقض في ديوان ( تأريخ يتمزق في جسد امرأة لأدونيس ) ) .
وجاء في الدراسة ان التراث في الفكر العربي المعاصر يجسد إشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر ، وقد أثمرت هذه الاشكالية تباين المواقف منه حسب منطلقات وأيديولوجيات الرؤية التي تمثلها المؤسسات الثقافية أو المجتمعية ، ومن ينضوي تحتها من أفراد منظرين ومتبنين لتلك المواقف والرؤى ، فانشطرت تلك المواقف الى التسليم بقدسية التراث كونه يمثل حصانة الأمة ضد الانهيار فهو جذور الأمة ورسوخها أمام حضارات الأمم ، والموقف الذي يحسب في تجاوز الماضي والانعتاق من قيده ورفض التسربل والاتباع له نجاح الأمة في حاضرها ، والوسطية بين الموقفين ، بمعنى الأخذ من الماضي مفيده ورصينه ، وتجاوز غير ذلك ، هو البناء الصحيح للحاضر ، والجذر التأصيلي لمستقبل واعد ، وفي عد ( أدونيس ) أحد رموز الحداثة الشعرية ، الذي كان موقفه من التراث يمثل أحد منطلقاته الى الحداثة ،
واكدت الدراسة ان ما يدعونا لعرض بعض ما دونه عن التراث ، فهو مرة يتبناه أصلا لاستمرار الحاضر ، اذ ان ( الموروث الثقافي أصل ثقافتنا ) ، ومرة عنده ( ناتج ثقافي معين يرتبط بنظام معين في مرحلة تاريخية معينة ولا يصح أن نسميه أصلا أو جوهرا أو كلا ) ، وهو بذلك يعلن عن قطيعته مع التراث كونه حاضرا مهما في لحظته التي انتجته وليس بامتداد صلته الى حاضر اليوم ، إذ يرسم طريقه للحداثة الإبداعية من تخطي الماضي ، فلا يمكن ( أن تنهض الحياة العربية ويبدع الانسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة للفكر العربي ) ، باعتبار أن أي عملية إبداعية هي امتصاص للمؤثرات القيمية والرؤيوية الفاعلة في تشكلها الأدبي ، وهو يعني بذلك أن ( التراث الحقيقي هو المتغير من الناحية الإبداعية ) .
وبينت الدراسة ان آراء أدونيس عن التراث غير واحد في رؤيته ، ويلف طروحاته شيء من الضبابية وعدم الوضوح ، ولاسيما إذا ما تذكرنا قراءته الشعر الجاهلي واحتفاءه به ، وفي تناوله ( النفري ) المتصوف ، ثم خلعه لسلطة التراث وتجاوزها وهو يدعو للحداثة الشعرية ، ومن زاوية اهتمامنا بمجال ابداعه الشعري الحداثوي أكثر منه مفكرا ومنظرا .