تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يصدر كتابا جديدا في القصة والرواية في ديالى – من منتصف الثلاثينيّات حتى الستينيات
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يصدر كتابا جديدا في القصة والرواية في ديالى – من منتصف الثلاثينيّات حتى الستينيات
كتب / إعلام الكلية :
صدر للتدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الأستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي ، كتاب جديد في القصة والرواية في ديالى – من منتصف الثلاثينيّات حتى الستينيات ، من منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، لسنة 2022 .
يعد الكتاب في تأريخ القصّة والرواية في محافظة دَيالى، وحين أقول: (في تأريخ) أعني أنّه يستند إلى المنهج السياقي الذي يتعامل مع النصوص الأدبيّة في ظل نشأتها، والظروف المحيطة بها، فهو معنيٌّ بالجذور، والإبداع، أي بتقصي تأريخ وجود أدب القصّة والرواية في ثقافة محافظة دَيالى، ولكن بلمسة فنيّة تقترن مع ذلك التأريخ، وتمضي معه في سبيل قراءة نقديّة تحتكم إلى الماضي من دون أن تنسى أنّها تعيش الحاضر، ليكون الماضي، والحاضر جزءا من المدوّنة التي نخضعها للقراءة في فصول الكتاب.
انفتح الكتاب على تمهيد عنوانه: (دَيالى أرضٌ وإبداع) تلّون بحقائق التأريخ والجغرافية، ولم ينسَ الحفر النصوصي في وجود مجموعة من المدن التي كان لها تأريخ واضح في حركة الحياة في (دَيالى) القديمة ليقف عند اسمين كبيرين كانا استهلالا في وجود القصّة: (مصطفى جواد)، و(عبد المجيد لطفي) اللذين كانا وراء إنتاج القصص الأولى بما حملت من عنفوان المغامرة، وشجاعة الموقف، وتأكيد الحضور الفردي الذي كان له ما سوّغ وجوده يومذاك، بمعنى أدق كان (التمهيدُ) فرشة عامّة للكتاب ارتبطت بالعنوان، وكانت لها صلة بالفصول.
سعى الفصل الأول(الخمسينيّات) إلى الوقوف عند عتبة العقد الخمسيني من القرن العشرين، بهدف الدخول إلى واحة الإبداع القصصي والروائي في (دَيالى)، وقد وقف الفصل عند رائدين مهمين: الأول:(حمدي علي المهدي). والآخر:(يوسف عز الدين). وخصّص الفصل الثاني(الستينيّات) للوقوف عند النتاج القصصي، والروائي لمجموعة من الأدباء الذين كانوا قد عرفوا على مستويات أدبيّة معيارها: النشر، وفنيّة ما كتبوا، وهم: محمود شهاب الدليمي، ومحيي الدين زنكنة، وسليمان البكري، وسالم الزيدي ، وناجح صالح، وياسين حسين، وآخرون. وكان الفصل الثالث بعنوان: (أسرة القصّة) قد خصّص للوقوف عند مجموعة بَعقوبيّة أخذت على عاتقها النهوض بإصدار مجلّة تعنى بالقصّة ونقدها، أعني مجلّة (القصّة) التي كان صدورها في ذلك العقد حدثا ثقافيّا ننظر إليه اليوم بعين الرضا، ونحن ندقّق النظر في أهدافها، وأفكارهــا، فهي مجلّة تتخطى الخوف، وتفصح عن حاجة حقيقيّة ببراءة لم يفسدها ادعاء الكمال، وعلى الغلاف الثاني للعدد الأول حاولـت المجلّة أن تبيّن أهدافها مؤكدة مسؤوليّتها التأريخيّة للارتفاع بمستوى القصـــّة العراقيّة، وليس (الدياليّة) فحسب، وكانت قد دعت القارئ كي يكون سندا حقيقيا لها بعد عن أفصحت بصراحة عن هويتها المتمثلة في أنّها: فكرٌ مفتوحٌ لكلّ تجارب الأدب القصصي ، وبهذه الدعوة تكون المجلّة قد انفتحت على المتلقين، وتماهت مع طموحاتهم بعيدا عن الخطاب المتعالي، والإكراه الأيديولوجي، وفي تقديرنا أنّ هذا الفصل يمضي بدلالة تتواءم وطبيعة الفصلين الأول والثاني .