
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يصدر كتابا حمل عنوان سوسيولوجية النقد القصصي الحديث مقاربة في نقد النقد
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يصدر كتابا حمل عنوان سوسيولوجية النقد القصصي الحديث مقاربة في نقد النقد
كتب / اعلام الكلية :
صدر للتدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور ( خالد علي ياس ) ، كتاب حمل عنوان (سوسيولوجية النقد القصصي الحديث مقاربة في نقد النقد) ، عن دار غيداء للنشر والتوزيع , بطبعته الثانية بعد ان صدرت الطبعة الاولى منه في مصر عن دار الجندي عام 2015 .
وقد قدم له الناقد الكبير الدكتور شجاع العاني ، مبينا ان هذه المقاربة منهجاً نقدياً يجمع في دائرة أدواته المعرفية والفكرية أسلوبي النقد الأدبي والنقد الاجتماعي ، اللذين تضمّنا الكثير من الأدوات والمصطلحات والإجراءات التحليلية للعينات المحددة ، وتتحدد هذه الأمور جميعها بدءاً من مناهج الحداثة وصولاً الى مناهج ما بعد الحداثة ممثلة بالمنهج ( السوسيو نصّي ) ، الذي يقارب النص الأدبي برؤية اجتماعية معاصرة تنتمي في إجراءاتها الى المنطلقات الكبرى الدالة على الحقلين النقدي والاجتماعي معاً ، فضلاً عن الفتوحات المهمة في حقل السرديات وثقافة إنتاج النص ، وهو – المنهج – في النهاية يدخل في مجال نقد النقد الذي هو خطاب ما ورائي يشتغل في ضمن فضاء ما بعد الخطاب النقدي الذي يلاحق النصوص الابداعية ليبني تصوراته النهائية .
وفي ضمن ذلك تتجلى أهمية اختيار ( النّقد السوسيولوجي ) بوصفه أساساً لهذه المقاربة النّقدية ، كونه يعمل على تفكيك المنطقة الوسطى في الإبداع عموما ، والأدب القصصي تحديدا ، جامعا لذلك مهمتين علميتين لإتمام ذلك بنجاح ، مهمة ( النّاقد الأدبي) المعني بشؤون الأدب والنقد الحديث بما في هذه المهمة من تفكيك دقيق لجماليات النص ومكوناته البنائية والتركيبية والأسلوبية ، وهو نزوع معرفي ينتقل إليه الناقد في الوقت ذاته الذي يدرك به الموقف السوسيولوجي للنص ومدى تعبيره الإيحائي أو الصريح عن رؤية المبدع للعالم ؛ بما يحتوي عليه هذا العالم من رؤى معرفية ودلالات سيميائية تعمل على سحب المتلقي الى ضرورة التأويل والإنتاج بوصفه بعداً اجتماعياً مهما يسهم في تحديد ملامح الإبداع المراد تحليله في العملية النقدية التي ترتكز على تجديد العلاقة بين النص المدروس والسياقات التي يلجأ إليها الناقد ولاسيما الأفكار والمناهج والقضايا الاجتماعية التي نروم التطرق إليها ومن ثم تحليلها بدقة ، وهنا تتأتى مهمة( الباحث الاجتماعي ) في وصف الظاهرة وتعليل ظهورها وتأويل بروزها وانتشارها أو أفولها واندثارها على وفق المناهج والاتجاهات المعروفة لعلم الاجتماع وعلم اجتماع المعرفة الإنسانية ، للإحاطة الدقيقة – نتيجة لمهمة الناقد الأدبي والباحث الاجتماعي – بالمنظومة المعرفية الناتجة عن تداخل الحقلين معاً : النقدي والاجتماعي ومحاولة التأسيس لمرحلة ( سوسيولوجية النّقد الأدبي ) بعد أنْ انشغل أغلب النّقاد والباحثين الذين تعرضوا للأمر بسوسيولوجية الأدب في ضمن صلة النّقد السوسيولوجي بالنص الأدبي ، وهو ما حاولنا تجاوزه في هذه المقاربة من خلال صلة النّقد السوسيولوجي بالنص النقدي نفسه ، وذلك انطلاقا من اتخاذ تجارب النّقاد الاجتماعيين للأدب عينات تحليلية دالة على أسس ومفاهيم الميتا نقد أو نقد النّقد الأدبي .
وحاول الؤلف تتبع التحولات المعرفية الأساسية في الفكر العربي الحديث والمعاصر ومن ثم تسليط الضوء على ثقافتها الإنتاجية ( أدبية ونقدية ) في مدى تطورها وتأثرها بأهم المبادىء والأفكار في هذا الحقل ، ولاسيما أنّ المقاربة تحددت بتجارب ( نقد السّرد القَصَصي ) بوصفها عينات إجرائية ، و( النقد السوسيولوجي ) بوصفه منهجا أساسيا في تحليل هذه العينات على وفق مفاهيم حقل الميتا نقد من خلال العودة الى إسهامات أهم النقاد في الممارسة النقدية الاجتماعية في خطابنا الأدبي الحديث ، أمثال طه حسين ولويس عوض وحسين مروّة ومحمد مندور ومحمود أمين العالم وغيرهم بوصفهم مؤسسين ، والطاهر لبيب وسعيد يقطين ويمنى العيد ونبيل سليمان وعبد الله الغذّامي ومحمد برادة وشجاع العاني وفاضل ثامر ومحسن الموسوي وسيد البحراوي وجابر عصفور وصبري حافظ وغيرهم بوصفهم مجددين ، وهو ما ظهر مليّا في ضمن المدخل الذي عُني بالتنظير للنقد السوسيولوجي في المنجز العربي الحديث من خلال صلته بالأنواع الأدبية جميعا وعلى مختلف توجهاته الفكرية وأدواته الإجرائية ، وتوضح عن قرب في ضمن الفصول الأربعة التي عنيت بتحليل التجارب النقدية العربيّة الحديثة المعنية بنقد السّرد القصصي سوسيولوجيا على وفق ثلاث مراحل مركزية ، مرحلة ما قبل الحداثة (نظرية الانعكاس ) ، ومرحلة الحداثة ( البنيوية التكوينية ) ، ومرحلة ما بعد الحداثة (مناهج ما بعد البنيوية ) .