
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يشارك في اصدار كتاب مشترك لمجموعة من النقاد والكتاب العراقيين والعرب
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يشارك في اصدار كتاب مشترك لمجموعة من النقاد والكتاب العراقيين والعرب
كتب / اعلام الكلية :
شارك للتدريسي في قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور ( خالد علي ياس ) ، في اصدار كتاب مشترك لمجموعة من النقاد والكتاب العراقيين والعرب ، حمل عنوان ( صناعة الصحافة الثقافية – الأديب الثقافية أنموذجا ) ، عن صحيفة الأديب الثقافية بوصفها مثالا للثقافة المعاصرة ، وقد جمع وحرر المقالات والآراء المضمنة فيه رئيس تحريرها الروائي والناقد العراقي عباس عبد جاسم .
وأفرد الكتاب فصلا من فصوله للناقد والاكاديمي الاستاذ المساعد الدكتور (خالد علي ياس ) بعنوان ( صناعة الثقافة قراءة في مشروع الأديب الثقافية ) ، وجاء في الكتاب ان سنواتٌ عجافٌ مرتْ وما زالتْ , والصّرخة المخنوقة ترتفع في عموم أرجاء الوطن العربي والعراق منه خاصة بضرورة العناية بصناعة الثّقافة الحرة المعبرة عن إرهاصات المشهدين الإبداعي والفكري , عناية تمهد لمواجهة مشكلات ثقافتنا (أمس واليوم وغدا ) ومنذ تلك السّنوات نفسها وهذه المشكلات تتفاقم والصّرخات تدوي ثم تنقلب إلى إحباطات ثم معاناة , وفي نهاية المطاف لا نجد في السّاحة الثّقافية حضورا حقيقيا يجابه التّحديات الفكريّة والمعرفيّة الخطيرة في الفكر الإنساني المعاصر في العالم , الفكر الذي انتقل من معرفة الحداثة إلى معرفة ما بعد الحداثة ، بينما ما زلنا نتوجسُ خيفةً لأساطير ما قبل الحداثة وما قبل التأريخ .
وعاينت ا دراسة الدكتور خالد الفرق في الثّقافة العراقية في مرحلتين مهمتين من تأريخ العراق الحديث : مرحلة ما قبل التغير السياسي عام 2003 و مرحلة ما بعد التغيير , فالثّقافة المعلنة سابقا ثقافة تعبوية لا تعبر إلاّ عن أفكار الفئة السّائدة (السّلطة) ، وعملية وضع خطوط حمراء تحت عنوانات كثيرة منها أمر صائب ولا شك ، لكنّ السؤال الذي يتراءى لنا في المرحلة الراهنة هو : كيف غدتْ الثقافة الآن ؟ وهل تحققتْ الثّقافة الحرة في المشروع الديمقراطي الجديد؟ لأنّه إذا عُدَّ التغيير السّياسي في العراق منذ عقد تغييرا إيجابيا ــ وهو كذلك في حالات كثيرةـــ للثقافة ومهدا لأيديولوجية متشكلة في ظل حاضنة فكرية متحررة قابلة للتغيير؛ فهذا يعني أنّنا ندخل عصرا ثقافيا جديدا وهذا يتطلب بالضرورة كشفا واضحا للخطاب المعبر عن هذه المرحلة الحرجة وشروطها الفكريّة على أساس أنّ الثقافة عمل يبذله الإنسان / المبدع لغاية تطويرية تجديدية , والتّطوير هنا يقتضي التقدم والتحول إلى أمام للقضاء على قيم ثقافية متهرئة واستبدالها بقيم جديدة تناسب التغيير, أقول :التغيير الجديد الذي لم نقطفْ ثماره ثقافيا حتى هذه السّاعة.
وتفحص الكتاب الشّكل الخارجي للأديب وأسلوبها في طرح قضاياها ، وجدنا أنّها تعمل على محاور عديدة يمكن حصرها في نمطين ( خاص ) و ( عام ) فالخاص منهما يشمل الإبداع عموما ـــ أدب ، موسيقى ، فن تشكيلي ـــ ، أما العام فيشمل الفكر السّوسيولوجي و السّياسي والتّأريخ، وهذا ما يجعل منها مؤسسة أيديولوجية ثقافية ؛ لأنّ أمر إنتاج الأيديولوجيات الثقّافية وتوزيعها على الأفراد لا يكون مجرد مصادفة محضة، فالمجتمع ينظم عملية إنتاج وتوزيع الأيدلوجيات الرئيسة منها والفرعية عبر قنوات ومؤسسات ، لكنّنا بذلك نؤكد على أنّ الأديب في نمطها الخاص تحديدا يمكن أنْ تنظم تحت ما يمكن تسميته ( ثقافة التغيير ) كون النمط العام لا ينفك أنْ لمحنا صداه في الإصدارات الثّقافية كلها قبل وبعد التغيير السّياسي الأخير , على الرغم من خصوصيته العالية في جريدة الأديب ، فالتّغيير الحقيقي في النّتاج الإبداعي يظهر حينما يتعانق مع الممارسة الديمقراطية التي تؤهل المثقف وتدفعه بقوة نحو النّقد البناء وعدم المداهنة وحرية التعبير عن الجديد والمفارق ، لتبدو الثّقافة حينها دعوة متجددة للمعرفة والمعرفة أساس لتقييم الوعي وبالوعي يتجدد أفق الحرية والتغيير ، لذا فالثّقافة فعل تثويري تنويري متعالق مع الحرية مبني عليها، وبهذا تغدو الحرية شرطا مهما من شروط الفعل الثّقافي ، لكنّنا هنا لا نعني الفعل الاعتباطي غير الموجه بل الفعل في حالة انتماء ثقافي واعٍ وهادف ، مكتمل في أدواته عارف لغاياته ، وهو على هذا الأساس ليس مجرد وعي فردي، بل وعي جماعي يتم استخلاصه على يد المثقف العضوي المدرك للتغيرات الفكرية والمعرفية.