تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يصدر كتابا في معيارية السيرة الذاتية فنياً
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يصدر كتابا في معيارية السيرة الذاتية فنياً
صدر للتدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الأستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي ، كتابه الجديد (السيرة الذاتية.. من إحسان عباس إلى علي جواد الطاهر)، عن دار مجدلاوي في الأردن ، والكتاب معنيٌّ بالسيرة الذاتيّة الخاصّة بخمسة من الأدباء ممّن أسهموا في خدمة العربيّة وآدابها، وكان لهم أن كتبوا سيرهم بقصد أفصحوا عنه، أو جعلوه طيّ الكتمان ، وقد اشتمل الكتاب على تمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة، ومسرد للمصادر والمراجع، سعى التمهيد إلى أن يكون المدخل إلى الفصول وهو يقف عند تعريف السيرة الذي واجه إشكالات نقديّة مهمّة، فضلا عن وقفته الخاصّة عند أجناسيّتها التي تمّ تحديدها بـ(النوع)، وشروط السيرة، وقصدها" وقد تبين له أن السيرة الذاتية بوصفها نصاً أدبياً ينهل من الواقع ليمثّله سردياً عبر تبني المؤلف (التصريح) على أن ما يحكيه هو جزء مهم، ومختار من حياته بالإحالة الى المشاعر، والأفكار، والصراعات، وطرائق الاتصال بالمحيط المعيش و(تصريح المؤلف) الذي مؤداه أن ما يحكيه، ويدوّنه هو جزء من حياته يشكّل عند الناقد (فيليب لوجون) ميثاق السيرة الذاتية الذي نصّه: (لكي تكون هناك سيرة ذاتية يجب أن يكون هناك تطابق بين المؤلف والسارد والشخصية)".
وكان الفصل الأوّل إحسان عباس في (غربة الراعي) سعى إلى قراءة سيرة د. إحسان عباس في ضوء مقولات الناقد الفرنسي (جورج ماي) التي ضمّنها كتابه الشهير: (السيرة الذاتيّة) بمنهجيّة وصفيّة تميل إلى التحليل، وإبراز أهمّ الأفكار التي اتسمت بها سيرة أحد رموز النقد العربيّ في القرن العشرين، وهو يدرك- الفصل- أنّ السيرة نوعٌ أدبيٌّ ينطوي على بواعث تكمن وراء كتابته، ومقاصد يضعها المؤلف نصب عينيه، وهو يطلّ على الماضي بروح الحاضر الذي يتحلّى برغبة البحث عن الحقيقة، واكتشاف ظلالها، أما الفصل الثاني فجاء بعنوان (جبرا إبراهيم جبرا في: البئر الأولى) قراءة في العتبات الخارجيّة حاول أن يدقّق النظر السيميائي في سيرة جبرا إبراهيم جبرا الذاتيّة راصدا فعل العتبات.
وبحث الفصل الثالث في حسب الشيخ جعفر في (الريح تمحو) و(رماد الدرويش) ، وقد قرأ بمنهجيّة وصفيّة في مبحثه الأول سيرة حسب الثانية أولا (الريح تمحو والرمال تتذكّر)، وهي تنفتح على عالمين: الحياة التي عاشها في روسيا التي سمّاها: (الأخيرة) لكي يفرّقها عن حياة الدراسة الأولى التي كتب عنها: (رماد الدرويش)، وسيرة القرية التي سمّاها: الخطوات المبكّرة التي توزّعت بين قرية (أم نعيجة)، ومدينة (العمارة) العراقيّة التي قضى فيها سنوات الدراسة الثانويّة، وهو في الحياتين" السيرتين" كتب بمداد الزمن ظلال سنوات ساحت ذيولها على الأرض لترسم مسارب نهر عميق، والمبحث الثاني في حسب الشيخ جعفر في (رماد الدرويش) قراءة في ضوء المقولات النقديّة التي واجهت السيرة الذاتيّة بوصفها نوعا أدبيّا له ما يسوّغ وجوده بين أنواع السرود الأخرى القصّة بأنواعها ، والرواية، وأدب الرحلة ، وأدب الأمكنة، وغيرها ، في حين كان الفصل الرابع سلطان بن محمد القاسمي في: (سرد الذات) قراءة في سيرة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي اختار لها المؤلف عنواناً منفتحاً على فضاء سرديّ رغب في أن يلمّ أطرافه في كلمتين اثنتين ليكون -المؤلّف-صاحب السيرة شاهداً على وجود حياة في مكان ليس من السهولة إنكاره، ، أمّا الفصل الأخير الخامس: علي جواد الطاهر في (فصول ذاتيّة من سيرة غير ذاتيّة) فقد تمكّن من قراءة سيرة الطاهر الأدبيّة، وكشف عن خصائص ، خطابها، وطرائق تشكّلها منطلقا من العنوان نحو المتن بمنهجيّة وصفيّة مالت إلى التحليل. وجاء الكتاب بـ132 صفحة من القطع الكبير.
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية