
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يصدر كتابا في جذور نظرية الأجناس الأدبية
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يصدر كتابا في جذور نظرية الأجناس الأدبية
أصدر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ الدكتور ( فاضل عبود التميمي ) ، كتابا في جذور نظرية الأجناس الأدبية ، في طبعته الثالثة عن دار مجدلاوي للنشر والتوزيع .
وجاء في الكتاب ان أكثر الذين يهتمون بالأدب ونقده يجمعون على أن التراث النقدي العربي، عموما، يخلو من نظرية تقوم على تُـتَّبَع الأعمال الأدبية وتصنيفها أجناسًا Genres وما يندرج تحت كل جنس منها من أنواع kinds ، ولقد ضلَّ نفرٌ من الدراسين فأنكروا الاعتراف بوجود ما يمكن أن يُحسب بوادر وإيماءات بوجود مثل هذه الأساسيات ، وإن للدكتور التميمي فضل العودة إلى هذا الموضوع باحثا منقبا عما يقيم (خطاطة) أوليّة – إذا ساغ التعبير- لنظرية الأجناس الأدبية عند العرب، مستفيدا من إشارات وردت عند من سبقوه للخوض في هذا المعترك، والسير في هذا المسلك، لا يأبه بما فيه من وعورة، ولا يبالي بما يترتب عليه من خطورة.
ونوه المؤلف في توطئته لكتابه بمحاولات متقدمة أخرى مبعثرة لا تشكل دراسة منهجية متماسكة، ولا متكاملة ، فقد ذكر محمد غنيمي هلال في «النقد الأدبي الحديث» أن قدامة بن جعفر(337هـ) هو أول من نبه على أهمية التعريف بأجناس الأدب الشعري منه خاصة ، وتبعه في ذلك آخرون.. في حين يرى عبد السلام المسدّي في كتابه «النقد والحداثة» (1983) أن مقولة الأجناس الأدبية دخيلة على الثقافة العربية، وينحو هذا المنحى صلاح فضل في كتابه «بلاغة الخطاب وعلم النص» (1992) مؤكدًا أن فكرة التجنيس فكرة غائبة تمامًا عن النقد العربي القديم، بسبب هيمنة البلاغة عليه، والبيان. ويتكرر هذا الموقف لدى كل من محمد الماكري ، وعبدالله إبراهيم، فهما يؤكدان خلوّ الفكر النقدي العربي من هذا الوعي بالتجنيس، ولا ينكر عبد العزيز الشبيل في كتابه «نظرية الأجناس الأدبية» أن لدى قدماء النقاد نظرية في البلاغة لا تُعْوزُها أحيانا الإشارات لما يسميه – من باب التسامُح – بنظرية للفنون الأدبية.
صفوة القول أنَّ الخطاب النقدي القديم، بشقيه؛ البلاغي، وغير البلاغي، يتضمَّن أفكارا متفرقة تتحرى جميعًا الإجابة عن سؤال التجنيس، شعرًا ونثرًا وإن كانت مبعثرةً ، لا يعثر عليها المتتبع إلا بشقّ النفس، يمكن أن تكون مادة أولى لمدخل نقدي يتلمَّس فيه جهابذة الآداب الإجراءاتِ التي تتعلق بعمليات التصْنيف، ورصد التحولات التي تمسُّ الأنواع، أو الأجْناس، فتؤدِّي لولادة أنواع أخرى من الجنْس نفسه وفقا لمبدأ الاختيار الطبيعي ، والبقاء للأصلح ، وإذا نظرنا إلى هذه الملاحظ ، في الظروف الخاصة بها من حيث الزمان ، والمكان ، اتضح ما كان لدى القدماء من حرصٍ شديدٍ على التجْنيس، والتنْميط الأدبي ، وذلك لا يُسوِّغ لأي من المحدثين من أمثال: صلاح فضل، أوعبد السلام المسدي، أو عبدالله إبراهيم ، وسواهم.. أن ينكروا ذلك، أو أن يدعوا بأن « نظرية الأدب « فكرة دخيلة على الثقافة والأدب العربيين .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية