
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة في صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة في صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي ، دراسة في صحيفة القدس العربي الصدرة في لندن بعددها ليوم 19 أيلول 2018 بعنوان ( الرحلة نوع أدبي ) .
وجاء في الدراسة أن نظم الأجناس الأدبية تتخذ موقعا مهما، وأساسيا في (نظرية الأدب)؛ ولهذا تُعد منجزا أمميا يشكل خطابه وجها متقدما من وجوه النتاج الحضاري الذي تتفرع منه شجرة إبداع الحياة الممثلة في الأدب، وأجناسه، والفن وأنماطه ، ومع صعوبة الاقتناع بوجود تعريف واحد للأجناس الأدبية؛ لأن فكرة الكتابة الأدبية متنوعة يسودها الاختلاف في الأساس، فإن هذه الدراسة ترى أن أجناس الأدب اختزال منظم لشكل الكتابة الأدبية في كل عصورها، يفضي إلى تبين المزايا الخاصة باللغة الأدبية، والحدود الفاصلة بين أنواعها وأشكالها وأنماطها، فالجنس الأدبي اصطلاح مهمته تصنيفية في الأساس تحيل على خريطة الأنواع، والأشكال، والأنماط، وهي تتقاسم سلطة الفصل بين النصوص آخذة بنظر الاعتبار أن الفصل لن يكون (ميكانيكيا) يفضي إلى العزلة التامة المفارقة لمحيطها، وإنما هو فصل جمالي بين مدخرات لسانية تتسم بالتداخل، والاختلاف، ولكنها في النهاية تمثل موقف الإنسان من طبيعة الحياة وإشكالاتها.
واوضحت الدراسة أن العقل النقدي العربي القديم بمدياته الزمنية المتوالية، استوقفته فكرة تجنيس الأدب، وتنويعه بعد أن قطع الأدب نفسه شوطا بعيدا في تأكيد وجوده، وتمثيل مواقف الحياة غير المحددة، وهذا يعني أن فكرة التجنيس كانت لاحقة لوجود الأدب، وانتشاره؛ لأنها ببساطة فكرة (نقدية) منظمة قامت على تأمل شكل الأدب، والبحث في هويته الأجناسية من خارج حقوله، وهذا ما جرى للنقد العربي القديم خلال قرون تفجره المعرفي، والإجرائي الذي قال بمقولات أجناسية هي في حقيقة أمرها استجابة لطبيعة الحاجة النقدية التي فرضت نفسها يوم ذاك من زاويتين متقاربتين: الأولى: استحضر فيها الناقدُ القديمُ فكرة الأجناس الأدبية، وهو يعاين لغة النص القرآني الكريم، ويحاول تحديد لغته، من خلال قراءة الأجناس الأدبية المعروفة يوم ذاك، لكي يثبت أن جنسية القرآن لا علاقة لها بالأجناس الأدبية السائدة، وقد مثل هذه الزاوية خير تمثيل الجاحظ (255هـ) في «البيان والتبيين»، والباقلاني (403هـ) في كتابه «إعجاز القرآن» وغيرهما ، والأخرى: استحضر فيها الناقد القديم فكرة الأجناس الأدبية من فضاء الحاجة النقدية للأجناس نفسها، وقد مثلها ابن وهب الكاتب (335هـ) في كتابه المهم «البرهان في وجوه البيان»، وأبو هلال العسكري (395هـ) في كتابه المهم «كتاب الصناعتين: الكتابة والشعر» وغيرهما.