
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الدلالة النحوية القرآنية في تفسير الطبري بين التفسير بالمأثور وقوانين العربية
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الدلالة النحوية القرآنية في تفسير الطبري بين التفسير بالمأثور وقوانين العربية
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (الدلالة النحوية القرآنية في تفسير الطبري بين التفسير بالمأثور وقوانين العربية ) .
وتهدف الدراسة التي قدمتها الطالبة زينب عباس موسى ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور عثمان رحمن حميد ، الى التعرف على الدَّلالة النَّحوية القُرآنية فِي تفسير الطَّبري, الواقعة بينَ التفسير بالمأثور الذي يشمل حديث النَّبي محمد- صلى الله عليه وآله وسلم – وأقوال الصحابة- رضي الله عنهم- وأقوال التَّابعين- رحمَهم اللهُ-, وبينَ قوانين العَربية (قواعد النَّحو), مِنْ خلال رؤيتين: رؤية أهلّ التَّفسير, ورؤية أهلّ العربية, وصولًا إلى تلك الدَّلالة .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها إِنَّ أَغلب الدلالات النَّحويّة القُرآنية الصحيحة تأتي عن طريق تحقيق توازن دلالي بين المأثور الصحيح وقوانين العربيّة, كدلالة (سلسبيلًا), من أنّها صفة وليست اسًما , أو كدلالة الرفع في (إتباع) وغيرها الكثير من الدلالات ، وإخضاع قوانين العربيّة للمأثور الصحيح بالإجماع؛ بوصفه حجة وقرينة على الحقّ والصواب بجعل (طوبى) اسمًا لمعرفة كزيد وعمرو, الذي أوضحه المأثور ، وإِنَّ النظرة إِلى الدلالة القُرآنية عن طريق رؤيتين (أهل التفسير وأهل العربيّة) تعبّر عن اتساع دلالة النص القُرآني, وتنتج القراءات المختلفة أحيانًا دلالات غير مستقرة؛ حتّى يكون المأثور طريقًا إِلى ثباتها واستقرارها (دلالة متعينة مخصوصة).
وبينت الدراسة ان الدلالة التي تُظهرها قوانين العربيّة وحدها لا يمكن الوصول بها إِلى إدراك المقاصد الإلهية إِلَّا بتضافرها مع المأثور؛ لأَنَّ دلالة كُلّ منهما غير مستقلة بالمفهومية, وامتزاج الدلالة الفقهية بالدلالة النَّحويّة يجعل من تفسير المعنى أَحيانًا تفسيرًا إعرابيًا, وبعض المفردات النَّحويّة لها أكثر من دلالة، ولكن صحة الروايات المنقولة عن السلف تخضعها لدلالة واحدة مقصودة, ويكشف التوافق بين التفسير بالمأثور وقوانين العربيّة عن نسيج بعض المفردات والتراكيب النحوية , واعتماد التأويل النحوي وحده، يوقعنا أحيانًا في المُشكل، والمبهم، والخفي في القول، ويكون مظهرًا من مظاهر غموض الدلالة، والإشكال في بعض الدلالات النَّحويّة القُرآنية سببه ليس في ضعف التأويل النحوي، ولا في التأويل التفسيري، وإِنَّما في ضعف الاختيار والانسجام بين تلك الوظيفتين أو المعنيين.