
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش التفاعل الصوتي النحوي وأثره الدلالي بين المكي والمدني دراسة في سورتي الكهف والأحزاب
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش التفاعل الصوتي النحوي وأثره الدلالي بين المكي والمدني دراسة في سورتي الكهف والأحزاب
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (التفاعل الصوتي النحوي وأثره الدلالي بين المكي والمدني دراسة في سورتي الكهف والأحزاب ) .
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة هالة ناجح حسن ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور محمد بشير حسن ، الى التعرف على التفاعل الصوتي النحوي وأثره الدلالي بين المكيّ والمدنيّ في سورتي الكهف والأحزاب، إذ يفترض أَنَّ هناك تفاعلًا بين المستوى الصوتي، والنَّحويّ، والدلالي، بل إِنَّ بعض التوجيهات النَّحويّة قد تكون حقيقتها صوتية؛ مِمَّا يعطي انطباعًا أَنَّ النحو بُني في أساسه على الصوت، وربما كانت هذه الفكرة غير ناضجة قديمًا، ولكنها اتضحت على نحوٍ لا يقبل الشك بجدلية العلاقة بينهما.
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان مستويات اللغة (الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية) متضامة مكونةً بتضامها وحدات الخطاب اللغوي التي تبدأ بالصوت وتمر بالصيغ والتراكيب ثم تنتج الدلالة اللغوية، وتتشكل بنية التراكيب النحوية على وفق النظام الصوتي للغة؛ فالمستوى النحوي الخاص بدراسة العلاقات بين الكلمات داخل التراكيب والجمل لا تتم دراستها بدقة إلَّا في ضوء مراعاة النظام الصوتي والصرفي والدلالي ، والإعراب ظاهرة معروفة في اللغة العربية، وهي وسيلة يُميز عن طريقها بين الوظائف النحوية، والإعراب يعتمد على علامات تُعرف عن طريقها المواقع الإعرابية للألفاظ داخل التراكيب، وهذه العلامات فونيمات صوتية في حقيقتها، وهي إمَّا حركات قصيرة وإمَّا طويلة؛ وإنْ لم تظهر فإنَّها تُقدّر، والتقدير إمّا أَنْ يكون لمانع التعذر وإمَّا لمانع الثقل، وتصور النَّحويّون أَنَّ هناك علامات إعرابية مقدرة في أصوات المدّ الطويلة في الأسماء والأفعال، وقد أثبت الدّرس الصوتي الحديث أَنْ لا حركة مقدرة؛ لأَنَّ الحركة لا تدخل على الحركة بحسب الطبيعة النطقية، الألف، والواو، والياء هي حركات طويلة وليست حروف.
واوضحت الدراسة إنَّ للصوائت الطويلة أو القصيرة أثرًا فاعلًا في تحقيق نوع من التماسك في سياقات الجمل النحوية في القرآن الكريم، لكننا نؤكد أنَّ لخصائص الصوت إسهامات شكلية تتفاعل مع الدلالة وتحقق تجاوبًا مع الشكل والمضمون، الشكل الذي يمثله الإعراب بكل صوره، والمضمون الذي تمثله المعاني القرآنية، وإنَّ القيمة الصوتية لأصوات المدّ بوصفها حركة إعرابية تختلف من موضع لآخر بحسب ما يقتضيه السياق الذي تردّ فيه، فـ ( الألف، والواو، والياء) وما فيها من خصائص صوتية، تحقق في سورة الكهف دلالة تختلف عَمَّا هي عليه في سورة الأحزاب؛ فالمدّ الناتج منها يصور حال أهل النار وما يحتويهم من خوفٍ وتهديدٍ، ويصور حال المنافقين في مكة، وبالمقابل عند مخاطبة المؤمنين في المدينة فإنَّ مدّ الصوت يعبر عن الهداية التي اتبعت تشريع أحكام معينة وتعبر عن الثقة والاطمئنان، فخصائص المدّ والوضوح السمعي تضفي أجواء تُسهم في المعنى المقصود من السياق.
وبينت الدراسة ان العلامة الإعرابية قد تتغير ؛ لتتوافق مع محيطها الصوتي، فيتم تغيرها إمّا لتوالي المقاطع القصيرة، وإمّا للمناسبة الصوتية، وإمّا للمخالفة الصوتية، وإمّا للتخلص من التقاء الساكنين، وهذا واضح عند إسناد الأفعال إلى الضمائر، فقد ورد الفعل المضارع المسند إِلى نون النسوة في سورة الأحزاب ولم ترد في سورة الكهف، والسبب في ذلك يعود إِلى طبيعة سورة الأحزاب، فهي سورة مدنية، وقد تضمنت الحديث عن نساء النبي، ونساء المؤمنين، وما تتضمنه من تشريع أحكام وأمور تخص المرأة، فخصص الخطاب وقصدت المرأة قصدًا، أما سورة الكهف فلم تتضمن الحديث عن النساء؛ لذا لم ترد فيها نون النسوة ، ووجد البحث أنَّ الفعل المضارع المسند إلى نون التوكيد الثقيلة موجود في السورتين، أما المضارع المؤكد بالنون الخفيفة فلم يرد في السورتين، ويُعَدُّ التنغيم جزءا لا يتجزأ من النطق، وله أثر بارز في التفريق بين الجمل، وتستطيع الأذن الخبيرة أَنْ تتذوق الفرق بينها وتدركه عن طريق موسيقى الكلام التي هي أهم عنصر في هذا التفريق، وقد كانَ أثره واضحًا في الأساليب النَّحويّة.