رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش معايير الغريب اللغوي عند عيسى الربعي ( ت 480 هـ ) في كتابه نظام الغريب والأمالي العمانية
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش معايير الغريب اللغوي عند عيسى الربعي ( ت 480 هـ ) في كتابه نظام الغريب والأمالي العمانية
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (معايير الغريب اللغوي عند عيسى ربعي ت 480 هـ في كتابه نظام الغريب والأمالي العمانية – دراسة موازنة ) .
ركزت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة وسناء تركي محمد ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور مكي نومان مظلوم ، على حصر المعايير التي اتبعها الربعيّ في جمعه للغريب ، وذلك في أثناء تحليل الألفاظ التي أوردها في كتابيه نظام الغريب والأمالي العمانية ، وإرجاعها إلى الظواهر التي تنتمي إليها ، وتحليل الألفاظ التي عدّها الربعيّ غريبة وتبيين المعايير التي اعتمدها في جمعه لهذه الألفاظ ، وموازنتها في الكتابين ، ومعرفة الألفاظ التي أضافها إلى أماليه إنْ وجد اختلاف .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان من معايير الربعيّ للغريب اختلاف البيئة اللغوية فلها الأثر في غرابة الألفاظ ، وقد سجل عيسى الربعي ألفاظًا غريبة في الأمالي العمانية وسكت عنها في نظام الغريب ، ومنها ألفاظ خاصة في خلق الإنسان كالغَرْس والسَّلى ، والمرضعة ، والربعيون ، ومنها تختص في بابي الشباب والكهولة ، كالحَدث والقنسري ، ومنها ما يختص بالأطعمة كالمحابيض ، ومنها ما يختص بالألوان كالجريال ، ومنها ما يختص بالبلدان كالجزيرة والغَور وجلس ، وغيرها في سائر الأبواب ، ذلك إنَّ عُمان منطقة حضرية شهدت اختلاط أهها بالآخرين مما تسبب في وقوع اللحن بألسنتهم ، فإذا ما سمعوا لفظًا من ألفاظ قبائل البوادي غرب عليهم ، فهذه الألفاظ التي لم يذكرها في نظام الغريب قد تكون مألوفة في اليمن ، وهنالك ألفاظًا ذكرها في نظام الغريب ولم يذكرها في الأمالي العمانية ، ومنها لفظي (اللَبَك) و(البَكل) في باب (من المجموع) ، ولفظ (المِقَمة) في باب أسماء الخيل وصفاتها وغيرها من الألفاظ ، فقد تكون هذه الألفاظ غريبة في اليمن نتيجة ورودها من المناطق الحضرية إثر التبادل اللغوي الذي يحدث في أثناء التنقل بين المدن والبوادي ، فتكون غريبة لديهم ، إذ إن اليمن من القبائل البدوية البعيدة عن الحضر ، فالغريب أمر نسبي يختلف باختلاف البيئة .
وبينت الدراسة إنَّ تقادم الزمن هو أحد معايير الربعيّ للألفاظ الغريبة ، وتبين ذلك من وجود ألفاظ في تضاعيف كتابيه تعود إلى العصر الجاهلي ، والتي أصبحت بعد مجيء الإسلام من الألفاظ النافرة ، ومنها المرياع والنشيطة ، كما يورد ألفاظًا تختص بالحياة اليومية للفرد كألفاظ الملابس ووسائل النقل والمسكن ، مما هُجر ألفاظه ولم يستعمل في زمن تأليفه للكتابين ، وإنَّ ما أورده الربعيّ من ألفاظ غريبة هي ليست من الألفاظ المتنافرة الحروف أو المستقبحة ، وإنما هي من الغريب الحسن ، فقد صرّح الربعيّ بذلك في مقدمة نظام الغريب وأطلق عليها لفظ الغريب لقلة استعمالها أو للتغيرات التي أصابتها.