
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش السرد السينمي في روايات برهان الشاوي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش السرد السينمي في روايات برهان الشاوي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (السرد السينمي في روايات برهان الشاوي ) .
وهدفت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة سميعة مجيد حسن ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس ، الى الكشف عن قيمة الناتج الفني المتحقق عن التداخل بين الرواية والسينما وبما يحمله من خصائص سينمية وطاقات تعبيرية مشتركة ، وكشف علاقة الروائي برهان الشاوي بفن السينما ، وما تركه من أثر فني في الّنص الرّوائي .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها إِنَّ السّرد السّينمي فن نَشَأَ وتطور في كنف المشهد الثقافي الغربي، الذي تزامن وثورة التكنولوجيا باكتشاف الكاميرا السّينمية القائمة على لغة الصورة المتحركة، التي هي قوّام السّرد السّينمي إِلى يومنا الآن ، وعليه فإِنَّ تاريخ ونشأة هذا النمط المميز من السّرد ونشأته قد جاء على يد أعلام سّينمائيين غرب، عملوا على إنشاء فن سّينمي يستقي أصوله من عِدَّة فنون، وفي مقدمتها السّرد الرّوائي، وإِنَّ الرواية العربيّة قد تأثرت كثيرًا بشكل الرواية الغربية وطبيعتها، ولاسِيَّمَا ما يخص توظيف التكنيك السّينمي ، وذلك منذ بدايات ظهور ملامح الأدب الكلاسيكي؛ حيث الرواية ذات تصور واقعي وصفي، وإِنَّ كلًا من السّرد (الرّوائي السّينمائي) يجتمعان في سمات فنية وتعبيرية مشتركة، من مثل: الحبكة، والصراع، والفكرة الموحدة، والوصف، والزمان، والمكان، ورسم الشخصية، والسّردين الذاتي والموضوعي، فضلًا عن قوّة التعبير اللّغوي؛ مِمَّا يسمح بإيجاد مساحة كبيرة من التأثير المتبادل .
وأوضحت الدراسة ان محاولات الكاتب (بُرهان الشاوي) الجادة الناجعة ، في تطويع الإمكانيات السّينمية إِلى لغة سردية فنية معبرة من ناحية تقديم الصياغة الروائية المشتملة على الصورة والصوت، وبأدق التفاصيل التي يمكن أَنْ يرصدها خيال المتلقي؛ لإيجاد ذلك التعبير المقارب والمعادل للّغة السّينما، مع الأخذ بالحسبان وجود تلك الفروقات في إخراج الصورة السردية عَمَّا تتضمنه صورة الفيلم من لغة محسوسة بتمفصلات أكثر واقعية ودقة في العرض؛ لكن في العموم تبقى الصورة السردية للنّص روحا، وإطارا، وبناء سّينميا، تتحقق لَهُ الكثير من الفرص لإمكانية تحول الرواية السّينمية إِلى فيلم.
سجلت الدراسة افتقار ساحة (النقد السّينمي) إِلى وجود منظومة نقدية ذات منهجية علمية تعمل على إنتاج تصور نّقديّ واضح ورصين يخدم عمليّة الصنع والتطور (الأدبي والسّينمي)، ولعل هذه القضية المهمة مرتبطة بوجود جُملة مشكلات واقعية لم تستنهض بعد على وفق معالجة حقيقة هادفة، وتتمثل بافتقار الساحة العربيّة، ولاسِيَّمَا (المحلية) إِلى وجود مؤسسة فنية واعية لها أَنْ تستوعب طاقات أدبية فكرية واعدة لإنتاج رواية بهوية سينمية، تستلهم أدواتها الفنية من جماليات السّينما؛ وبذلك ينفتح أفق الوعي الثقافي الجمالي بين (الرواية والسّينما) بما يعمل على إثراء كلا الوسيطين؛ بوصفهما فنًا إبداعيًا .
وأوصت الدراسة بضرورة انفتاح المؤسسة الأكاديمية ذات التخصص على فكرة ترسيخ واعتماد منهجية تدريس (السّرد السّينمي) والاعتماد علية ، فضلًا عن أهمية إدراجه ضمن الكتب المنهجية للمراحل المتقدمة من طلبة المدارس في منهج (الأدب) ، وذلك يأتي في سياق إيجاد رؤية واقعية جديدة مؤسسة، لها أَنْ تعمل على تعميم الوعي على قاعدة كبيرة من جمهور المتعلمين .