
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش مدن ديالى من خلال كتاب معجم البلدان ياقوت الحموي ( ت 626هـ
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش مدن ديالى من خلال كتاب معجم البلدان ياقوت الحموي ( ت 626هـ
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (مدن ديالى من خلال كتاب معجم البلدان الياقوت الحموي ( ت 626هـ ) ) .
وركزت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة وسناء علي حميد حسين ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور صدام جاسم محمد ، على تسليط الضوء على مدن وقرى ديالى التي ذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان ، لا سيما وأن هذه المدن والقرى موغلة في القدم منذ العصر الساساني وربما قبل ذلك .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان ياقوت الحموي (ت626هـ/1228م) استطاع بثقافته وخبرته التي اكتسبها من اسفاره وترحاله ان يعطي من خلال معجمه صورة واضحة وصادقة الى حداً ما عن حضارة الاسلام في عصره قبيل الغزو المغولي لأقاليم المشرق الاسلامي وانه من خلال المشاهدة والمعاينة سجل ملاحظاته القيمة، ومن الطبيعي ان تكون معرفته بالمشرق افضل من معرفته بالمغرب , واهتم ياقوت بتراجم الرجال اذ اشتمل معجم البلدان على اسماء كثيرة من العلماء والمفكرين الذين عاصروه او سبقوه مما يجعل لتراجمه هذه اهمية تاريخية فضلاً عن ترجمته لكثير من الشعراء قبل الاسلام ، وابدى الحموي في كتابه (معجم البلدان) اهتمام واضح بذكر موقع مدن ديالى وقراها والمسافات وما فيها من ثروات زراعية وذكر فتُحِها الا انه لم يهتم كثيراً بالتطرق للضرائب او الموارد والنفقات في مدن ديالى وقراها.
وأوضحت الدراسة ان حوض ديالى يمثل اقليم كبير يحتوي على العديد من المدن والقرى على امتداد الازمنة التاريخية، وانه لعدم وجود حدود معلومة للمنطقة فأننا لم نتمكن من خلق حالة خاصة بالرقعة الجغرافية لموضوع الدراسة لذا فأنها تأثرت بما جرى من احداث حولها وتعرضت لأخطار خارجية نظرا لموقعها الجغرافي الذي يربط العراق بالمشرق ، وأظهرت الدراسة ان النشاط الزراعي هو النشاط الغالب على اكثر مدن ديالى وقراها وان ذلك يعود الى خصوبة تربتها وانبساط ارضها وكثرة انهارها ،مما انعكس ايجابياً عليها فجعلها منطقة زراعية وريفاً مزدهراً لبغداد يُقصد لطلب الراحةِ، فازدهرت بساتينها ومزارعها وكثرة خيراتها وخاصة الفواكه على حساب الحبوب.
وترى الدراسة ان النشاط التجاري قد ازدهر في مدن ديالى وقراها نظراً لكثرة الانهار فيها فقد سهل ذلك النقل النهري خاصة عبر نهر تامرا (ديالى) مما ادى الى ازدها المعالم الحضارية في الريف والمدينة ، فنمت الاسواق وبنيت الجسور والقناطر، وهو مؤشر واضح يدل على تطور كبير في الحياة الريفية من نواح عديدة ، وظهر في مدن ديالى وقراها عدد كبير من المفكرين والمحدثين والمقرئين والشعراء الا ان ما يلفت النظر هو غياب دور المرأة في مجال التعليم ، فلم نعثر اثناء البحث على الرغم من دقته ما يشير الى ذلك .