رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الاستدلال الصوتي في التراث اللغوي العربي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الاستدلال الصوتي في التراث اللغوي العربي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (الاستدلال الصوتي في التراث اللغوي العربي ) .
وهدفت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة ميسم سمير محمد ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور محمد بشير حسن ، الى تتبّع مواضع الاستدلال الصوتي في المستويات اللغويّة (الصوتيّة والصرفيّة والنحويّة)، التي وردت في التراث اللغويّ العربي، إذ تكون المادّة الصوتيّة دليلًا يُستدلّ به في الأحكام اللغوية، فيرجح حكمٌ على حكم ، أو يضعّف موضع ما بالدليل الصوتي الذي يستدلّ به اللغويّ في معرض حديثه عن الموضوع .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها أنّ العلاقة بين الاستدلال والتعليل هي علاقة الجزء بالكل ، فالتعليل يُعدّ جزءً من الاستدلال ، فالاستدلال مفهوم عام ، يشمل كلّ ما يتعلّق بالحكم والوصف ، وثمّة علاقة بين القياس والاستدلال ، فالقياس جزء من الاستدلال، فالنحويّ واللغويّ يقيس ليستدلّ على أمرٍ ما، ليثبت صحّة مذهبه الذي يراه، فالقياس آليّة من آليّات الاستدلال التي تسبقه ، ويدلّ على الاستدلال الصوتيّ بعض الألفاظ، هي قرائن، يُدرك من خلالها الاستدلال الصوتي، منها (دليل ومشتقّاتها)، والحجّة والعلّة، وألفاظ التعليل من (لأنّ، واللام)، وغيرها، وكانت ألفاظ التعليل لها الكثرة والصدارة من بين ألفاظ الاستدلال الأخرى.
كشف الدراسة أنّ للاستدلال الصوتي أنواعًا في التراث اللغوي، وهذه الأنواع مختلفة، فالاستدلال الصوتي ليس كالاستدلال الصرفي والنحوي، ففي الصوت قد تستعمل أنواع لم تُستعمل في غيره، منها الاستدلال بالتجربة الذاتية التي لم يستعملها النحويون واللغويون، وجدير بالذكر أنّ أنواع الاستدلال الصوتي في الصوت وفي الصرف يتقاربان، مثل الاستدلال بالأصل المفترض، والاستدلال بالقياس ، وغيرهما من الأنواع التي وجدت في الصوت والصرف ، أمّا النحو فلا تتحقّق فيه جميع أنواع الاستدلال ، وقد يدلّ السياق على الاستدلال الصوتي، من غير أن تكون هناك ألفاظ تدلّ عليه.
وأوضحت الدراسة ان الاستدلال الصوتي يُعدّ وسيلة لإثبات حقيقة لغويّة أو نفيها، في المستويات الصوتيّة والصرفيّة والنحوية، وهذا يدلّ على أنّ اللغة في تفاعل داخليّ، من خلال مستوياتها التي يكمل بعضها بعضا ، وتختلف أنواع الاستدلال الصوتي بحسب الخلفيّة العلميّة والعقليّة للمٌستدلّ، فهناك عقليّة استدلاليّة تدعم الرأي، وتعقد عليه أكثر من استدلال، من ذلك ما فعله سيبويه في المماثلة في صيغة (ميزان)، فقد استدلّ بنوعين من أنواع الاستدلال، وهما الاستدلال الصوتي بالضدّ، والاستدلال الصوتي بالنظير ، وقد يكون الاستدلال في الأصوات من أجل إثبات الخفّة والسهولة في النُطق، في الموضوعات الصوتيّة والصرفيّة والنحويّة، إذ يلجأ النحويّ أو اللغويّ إلى الاستدلال لإثبات مبدأ الخفّة والسهولة، ولإعطاء تصوّر عن الثقل الحاصل في الموضوعات اللغوية، فيدعم ذلك بذكر أنواع الاستدلال التي تبيّن هذه الحقيقة.
