رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش مصادر النماذج البشرية في القصة العراقية الحديثة
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش مصادر النماذج البشرية في القصة العراقية الحديثة
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (مصادر النماذج البشرية في القصة العراقية الحديثة ) .هدفت الدراسة التي تقدم بها الطالب احمد فاروق سعدون ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس ، الى رصد وتحليل نماذج مختارة، تَمَّ ترتيبها على وفق تسلسل تاريخي زمني، فضلا عن تحليل النّصوص القصصِيَّة بالمقارنة مع المصدر المؤثّر، من خلال توظيف منهج بنيوي شكلي في قراءة النّصوص ، مع الأخذ بالرؤية التناصية للمدرسة الأمريكية في الأدب المقارن .توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة كان من أبرزها أنّ قضية استلهام النّماذج البشريّة، جاءتْ استجابة للمتغيرات المحيطة، التي أنتجتْ أدباً واعياً بإشكاليات الكتابة والتفكير النقدي الحديث، وأدتْ دوراً مؤثراً في تحول البنية السّردية للقصّ العراقي على الصعيد الأدبي والفنّي، إذ أنّ التحولات الفنيّة والموضوعيّة في القصّة، نتجتْ عن منظور الكاتب ووعيه ازاء الواقع، ورؤيته للأحداث فضلاً عن تأثره بالتيارات والنّماذج العالمية، فتحول شغفه وتأثره بتلك النّماذج الى نتاجات قصصية يظهر فيها اشتغال الكتابة على منطقة ما وراء السّرد. أوضحت الدراسة إنّ معظم النّماذج البشريّة ولاسيما الأسطوريّة، والتاريخية، والدّينية، استعملتْ بوصفها أداة للنقد السياسي، ورصد مجريات الواقع المتردي، كونها نماذج لا زمانية تتميز بالحضور الحي، والصورة الكامنة في الذاكرة، فضلاً عن تأثيرها على المنظومة الفكرية للمجتمع، لذا تعد قضية استلهامها وتوظيفها في النّصوص القصصي نوعاً من التشفير، والايهام، والانتقاد غير المباشر في تسعينيات القرن الماضي، أمّا بعد عام 2003، فقد استخدمتْ تلك النّماذج لنقد الحرب وتداعياتها الدامية، غير أنّ ظهور النّماذج العالميّة في القصّة العراقيّة، لم يضعف العمل القصصي، بل زاد القه، كونها تثير الحاسة الجمالية والتذوق الفنّي لدى القارئً .وبينت الدراسة أنّ التبادل الثقافي بين الحضارات، يثبت إنسانية الأدب، لتجاوزه حدود الذات والوطن واللغة، فالنّماذج البشريّة، سواء كانت أدبيّة، أو تاريخيّة، أو أسطوريّة، أو دينيّة، أو فنيّة، لا تخص شعب أو شخص بعينه، بل تعكس التجربة الإنسانية، وتصلح لتمثّل الإنسان في كل زمان ومكان، وبإعادة استلهامها في ضمن القصّة العراقيّة، ولدتْ نصوص تساير ركب الحضارات، ومن ثم خرج السّرد العراقي، من دائرة النّماذج الاجتماعية السائدة بانفتاحه على الآداب العالمية ، فقد تمَّ إعادة صوغ التأريخ من خلال استلهام الشخصيات التاريخية وتقديمه برؤية جديدة .