رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش النشاط التجاري والسياسي لشركة ليفانت الانكليزية في المشرق العربي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش النشاط التجاري والسياسي لشركة ليفانت الانكليزية في المشرق العربي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( النشاط التجاري والسياسي لشركة ليفانت الانكليزية في المشرق العربي ، للمدة من 1581 – 1821- دراسة تاريخية ) .
وتهدف الرسالة التي تقدمت بها الطالبة ( سارة قدوري لطيف ) ، الى التعرف على النشاطين التجاري والسياسي لشركة ليفانت الانكليزية في الدولة العثمانية ، مع التركيز على أهم المراكز التجارية في البلاد العربيّة كحلب ، والإسكندرية أنموذجًا لطريقة إدارة الشركة لأعمالها التجارية والإدارية في تلك المناطق الخاضعة للسيطرة العثمانية ، ولأهمية الوضع الجغرافي لهاتين المدينتين بالنسبة للتجارة الانكليزية والأوروبية عبر البحار.
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من اهمها ان العامل الاقتصادي متمثلًا بالربح وجمع الثروة والمال ، يُعَدُّ من أهم العوامل التي دفعت التجار عاملة في الدولة العثمانية والمناطق العربيّة الخاضعة لسيطرتها ، منذ نهاية القرن السادس عشر ، اذ استمرت تلك الشركة بالعمل لأكثر من قرنين من الزمن ، وتمكنت انكلترا ثمَّ بريطانيا من توسيع مناطق نفوذها السياسي من خلال الإفادة من توسيع نشاط عمل شركة ليفانت والشركات الأخرى العاملة في الشرق للحقل التجاري، ولاسِيَّمَا الدولة العثمانية بشكل خاص والشرق العربيّ والإسلامي بشكل عام ، و أَخذت مكانتها الاقتصادية والسياسية داخل الدولة العثمانية إلى جانب فرنسا من خلال عمل الشركة ، وتوسع نشاطها وخدماتها في حقل التبادل التجاري بين انكلترا والدولة العثمانية والولايات التابعة لها ، ولاسِيَّمَا خلال القرن السابع عشر ، وأسهمت الشركة طوال تأريخ عملها ضمن الأراضي الخاضعة للسيطرة العثمانية من إنعاش الصناعة والتجارة الخارجية الانكليزية.
وبينت الرسالة ان نشاط الشركة التجاري والسياسي تأثر سلبيًا وإيجابيًا مع المشكلات الدولية خلال مُدّة موضوع البحث ، ولاسِيَّمَا الخلافات الاستعمارية الانكليزية – الاسبانية خلال القرن السادس عشر، والصراع الاستعماري الانكليزي – الفرنسي على الشرق العربيّ وشمال إفريقيا خلال القرن الثامن عشر، الذي ألقى بظلاله على الشركة ونشاطها في الأراضي العاملة فيها والواقعة ضمن دائرة الصراع ، ومن بين الأسباب التي أسهمت في تراجع الشركة ماليًا وسياسيًا إهمال الحكومة البريطانية للشركة من خلال تقليل الدعم المالي لها ، وإهمال متابعة مشكلاتها ، وأَنَّ السبب الحقيقي لتداعيها هو أَنَّ بريطانيا قد أصبحت دولة عظمى ، واستطاعت أَنْ توسع نفوذها في الشرق من خلال محطاتها التجارية ممهدة للتوسع التجاري والسياسي على حَدّ سواء، واستطاعت ترسيخ النفوذ البريطاني في الدولة العثمانية منذ بداية القرن التاسع عشر، وكان ذلك بداية التغلغل البريطاني في الشرق ، ولربما السبب الحقيقي لتقسيم الدولة العثمانية بعد معرفة مواطن القوة والضعف فيها .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية