
صحيفة القدس العربي اللندنية تنشر دراسة لتدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية
صحيفة القدس العربي اللندنية تنشر دراسة لتدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى الاستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس دراسة في جريدة القدس العربي الصادرة في العاصمة البريطانية لندن بعنوان كيفية كتابة رواية ناجحة .
وجاء في الدراسة أن الروائي يجب أنْ يكون ملما وواعيا بصنعته ، كونه مُلزَما أنْ ينسي متلقيه عالمه ، وينشئ له عالما آخر مصطنعا ومستقلا عن النسخة الأصل ، التي انبثق عنها فأصبح بتعبير بارت مجموعة خطوط دالة ، ولعل هذا الوعي الكتابي يتطلب بالضرورة معرفة ثاقبة بأنماط الرواية وتحولاتها المستمرة ، من مراحلها الكلاسيكية المنتمية لضوابط ما قبل الحداثة ، مرورا بوعي النص لحداثة الفكر وتأملات الذات لسيرة الشخوص المتخيلة ، وصولا إلى التحولات السريعة من السرديات الكبرى والسرديات الصغرى وأفولها في مرحلة ما بعد الحداثة ، لذلك يجب أنْ يعي الروائي جيدا ويقابل وعيه هذا وعي الناقد طبعا .
وأكدت الدراسة كاتب الرواية يجب أن يعي بأن تشكل النمط الروائي وتنوعه يكون مرتبطا بقضايا عديدة وأشكال مختلفة ، منها (الثيمة الأساسية) التي تبنى عليها الأحداث ، ما يكسبها اسما خاصا منسوجا من هذه الثيمة ، كما في تسميات الرواية الواقعية أو التاريخية أو النفسية وغيره ، بينما تكتسب الرواية احياناً تسميتها ونمطيتها من قضية ثانية لها علاقة بأحد (عناصرها الفنية) ، كما في رواية الشخصية ، أو رواية الحدث وغيرها ، كذلك يجب التنبه إلى نمط آخر هو في الحقيقة نتاج لتلك التحولات الكبرى في تأريخ الرواية، وأعني تأثير أفكار الحداثة وما بعدها فيها، فأصبحت أنماطا مغايرة، منها الرواية التجريبية ورواية الميتافكشن أو رواية البوليفون وغيرها، وهذا أمر مهم كونه يوجه الروائي نحو الدرجة الكتابية التي سيعمل عليها في إنتاج نصه، لأن لغة الرواية لغة واعية وحساسة، وهي متغيرة حسب النمط والرؤية والوعي ، وهي لذلك كله تحتاج لكي تكمل أسباب نجاحها (تسويقا اقتصاديا خاصا)، بوصفها مادة معرفية معدة للاستهلاك الثقافي، قادرة بذلك على خلق السوق الذي يناسب طرائق استهلاكها .