كلية التربية للعلوم الإنسانية تجري المناقشة الإلكترونية لرسالة الماجستير الموسومة الحرف الملاحية في العصر العباسي
كلية التربية للعلوم الإنسانية تجري المناقشة الإلكترونية لرسالة الماجستير الموسومة الحرف الملاحية في العصر العباسي
كتب / اعلام الكلية :
أجرت كلية التربية للعلوم الانسانية في جامعة ديالى المناقشة الإلكترونية لرسالة الماجستير الموسومة بـ (الحِرف الملاحية في العصر العباسي دراسة في أحوالها العامة (132 – 656هــ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة زينب جاسم حمادي ، وإشراف الأستاذ المساعد الدكتورة ندى موسى عباس ، الى تسليط الضوء على أحد اهم عوامل ازدهار المجتمع الإسلامي في العصر العباسي ، ومنها حرفة الملاحة وصناعة المراكب والغوص والصيد ، وكانت من هذه الحرف المائية حرفة النقل الملاحي بالمراكب بكافة اشكالها وحرفة صناعتها .
توصلت الدراسة بالى استنتاجات عدة منها ان الحرف الملاحية نشطت في العصر العباسي بشكل كبير؛ وذلك لوجود الأنهار الصالحة للملاحة، إضافة الى نشاط التجارة الخارجية خاصة في البحار، بسبب زيادة مخاطر الطرق البرية ،كذلك رغبة الناس في التنقل والتنزه عبر الأنهار وكانت ممارسة الحرف الملاحية لا تتم إلا بموافقة من قبل الخلافة العباسية أو الوالي ، فضلا عن رقابة المحتسب الذي كان على اطلاع واسع بعمل أصحاب الحرف ومعاقبة أصحاب تلك الحرف عند قيامهم بأعمال خاطئة ، ويشترط على من يمارس الحرف الملاحية ان يتميز بالمعرفة والعلوم الملاحية ،وطبيعة الاتجاهات، إضافة الى الخبرة برصد حركة ومواقع النجوم ، وقياس المسافات ، كذلك دقة الرصد والترصد لتفادي المخاطر والأماكن الخطرة .
وبينت الدراسة ان الحرف الملاحية تميزت بأن لكل منها عادات والتقاليد ،إضافة الى ان البعض منها لها مواسم معينة للقيام بها ، واشهر تلك التقاليد هو ان الملاحين كانوا يقفون في أماكن محددة ويكثرون من الصياح في المشارع التي يذهبون إليها ،إضافة الى قيامهم برفع علما̋ (لون او شعار) خاصا بهم وهو دليل على رحيلهم واعلام الناس به ، وتعرضت الحرف الملاحية الى العديد من المخاطر واشهرها هي الأعاصير والتيارات البحرية والرياح والحيوانات البحرية ، إضافة الى اللصوصية في الطرق الملاحية ، وقد كانت الخلافة العباسية تواجه تلك المخاطر بالقضاء عليها.
وأوضحت الدراسة ان علاقة الخلفاء العباسيين وكبار رجال الدولة بأصحاب الحرف الملاحية بأنها علاقة قوية تقوم على عطف وكرم الخلفاء العباسيين، فلم يتردد الخلفاء العباسيين من مشاركتهم في المأكل او الملبس ،اضافه الى أنهم شاركوا الخلفاء في جميع احوالهم ومناسباتهم الخاصة ، وكان أصحاب الحرف الملاحية يحصلون مقابل عملهم على أموال كبيرة ، فضلا عن الهدايا القيمة التي حصلوا عليها من قبل الخلافة العباسية ،وقد كانوا يأخذون تلك الأموال قبل قيامهم بعملهم ، وكانت الخلافة العباسية تحصل على أموال كبيرة من خلال نشاط الحرف الملاحية سواء من خلال الضرائب التي تفرض على تلك الحرف ،او استخدام تلك الحرف لاسيما صناعة السفن والمراكب التي استخدمت في المجال العسكري بشكل كبير خاصة في الحرب مع الزنج .