
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في حركة عبد الرحمن بن الأشعث دراسة في الأسباب والنتائج
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في حركة عبد الرحمن بن الأشعث دراسة في الأسباب والنتائج
ضمن حلقات النشاط العلمي الافتراضي لقسم التاريخ الأسبوعية في فضاء التاريخ ، عقد قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ، ندوة في حركة عبد الرحمن بن الأشعث دراسة في الأسباب والنتائج .
أوضحت الدراسة إن حركة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي كانت من حركات المعارضة التي واجهتها الدولة الأموية ، ولو قدر لها النجاح لخرجت بلاد المشرق الإسلامي من حكم الأمويين ، والحديث عن جذور هذه الحركة وأسبابها يعود إلى بعض الحوادث التاريخية في بلاد المشرق الإسلامي اذ جهز الحجاج جيشاً من أربعين ألف مقاتل ، وزودهم بالخيول والسلاح ، فكان يسمى جيش الطواويس لحسنه وتكامل أهبتهم وعدتهم وشجاعتهم، وولى قيادته عبد الرحمن بن الأشعث ، فسار ابن الأشعث بجنوده حتى وصل سجستان سنة (80هـ) فغزا بعض أطرافها وأخذ منها حصوناً وغنائماً ، وكتب بذلك إلى الحجاج وإنه يرى أن يتوقف عن الحرب وعدم التوغل في بلاد رتبيل حتى العام القادم إلى أن يختبر مداخلها ومخارجها.
بينت الدراسة أن كلام ابن الأشعث هذا لم يعجب الحجاج ، وأمره بمواصلة القتال في أرض رتبيل ، وقد أثار طلب الحجاج هذا غضب ابن الأشعث ، فجمع الجند واستشارهم أيمضي أم يخالف ، فرد عليه الجند بل نخالف ولا نسمع ولا نطيع ، واستقر رأيهم على مبايعة ابن الأشعث أميراً عليهم وخلع الحجاج ونفيه من أرض العراق، وهكذا استدار ابن الأشعث بذلك الجيش سنة (81هـ) متوجهاً نحو العراق لخلع الحجاج ، فلما وصل بلاد فارس اجتمع أصحابه وقالوا : " إنا إذا خلعنا الحجاج فقد خلعنا عبد الملك فخلعوه وبايعوا عبد الرحمن ". وبذلك أخذت حركة ابن الأشعث بعداً جديداً إذ أصبح هدفها مواجهة الدولة الأموية والعمل على إسقاطها.
من جانبه أخذ الحجاج بتجهيز الجنود، لمواجهة ابن الأشعث الزاحف نحو العراق ، وفي تستر – مدينة بخورستان –سنة (81هـ) كانت الهزيمة للحجاج فرجع إلى البصرة ثم غادرها وابن الأشعث يلاحقه ، وفي منطقة الزاوية – بالقرب من البصرة – دارت بين قوات الطرفين معركة كبيرة سنة (82هـ) انتهت بانتصار جيش الحجاج وانسحاب ابن الأشعث إلى الكوفة ، فاستولى على قصر الإمارة واجتمع إليه الناس على حرب الحجاج، وأمام تأخر الحجاج في حسم الصراع والموقف فضلاً عن قوة الحركة واتساعها ، بدأ القلق يساور عبد الملك بن مروان ، ويبدو أنه خشى عاقبة الأمور ، لذلك استقر رأيه بعرض شروطه على ابن الأشعث وهي عزل الحجاج بن يوسف عن ولاية العراق ، وتولية ابن الأشعث أي ولاية يشاء في العراق طيلة حياته طالما بقي عبد الملك خليفة .
ويبدو أن ابن الأشعث قد أبدى موافقته على تلك الشروط غير أن أصحابه رفضوا ذلك ، ومرة أخرى خلعوا الخليفة والحجاج في وقت واحد وأصروا على القتال، وعلى ذلك دخلوا في حرب سجال مع الجيش الشامي في دير الجماجم – بالقرب من الكوفة – سنة (83هـ) استمرت مائة يوم ، كان النصر في نهايتها للحجاج بن يوسف ، وهروب ابن الأشعث نحو الكوفة ، ثم سار إلى البصرة ومنها إلى سجستان وانتهى امره بقطع رأسه سنة (85هـ) وحمل إلى الحجاج فبعث به إلى الخليفة عبد الملك بن مروان.