كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة بعنوان دراسات في الاستشراق
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة بعنوان دراسات في الاستشراق
كتب / إعلام الكلية :
عقد قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ندوة علمية بعنوان دراسات في الاستشراق .
حددت الندوة التي ناقش محاورها الاستاذ الدكتور عدنان خلف كاظم مفهوم الاستشراق ، وبينت إن الاستشراق علم ذو حدود واسعة وأحياناً غير واضحة، إذ يختلط ميدانه بميادين العلوم الأخرى لأن المستشرق قد يشارك في أبحاثه علماء الآثار والأصوات، والاشتقاق، والحفريات، واللاهوت والفنون والفلسفة وما شاكل ذلك، وإن المفهوم العلمي لكلمتي “الاستشراق” و “المستشرق” قد مر بأدوار مختلفة منذ عام (1783م)، عندما كان يعني أحد أعضاء الكنيسة الشرقية إلى عصرنا هذا حيث أصبح يعني التبحر في إحدى لغات الشرق وآدابها، فكأن هذا التبحر شرط أساس في عالم الاستشراق لأنه لا يمكن أن يأتي بنتائج علمية سليمة إطلاقا، وإلا بذلك كما هو واضح عند آيري وديتريش.
وضحت الندوة إن كلمة الاستشراق ذات دلالتين، أولهما إنه علم يختص بفقه اللغة ومتعلقاتها على وجه الخصوص، وثانيهما إنه علم الشرق أو علم العالم الشرقي على وجه العموم فعلى هذا الأساس يشمل كل ما تعلق بمعارف الشرق من لغة وآداب، وتاريخ وآثار، وفن وفلسفة وأديان وغيرها من علوم وفنون ، كما بينت إن الاستشراق علمياً يرجع إلى العصر الوسيط، بل إلى العصور القديمة، وأن مدلول لفظ “الشرق” تعرض لتغيير خطير بعد انطلاقة العرب حتى أصبح يتعلق بالموضوع ذاته أكثر منه بالمنطقة الجغرافية، ويفتح آفاقاً واسعة للتفكير والبحث، والتحليل كما هو بين في آراء نولدكه وبارت.
أكدت الندوة إن كلمتي “الاستشراق” و “المستشرق” علمياً حديثتا العهد نسبياً في الانجليزية والفرنسية إذ تبنتها الأولى حوالي عام (1779م) وتبنتها الأخرى عام (1799م)، واعترفت بهما الأكاديمية الفرنسية المشهورة بالحيطة في إدخال الكلمات الجديدة إلى اللغة الفرنسية فأدخلتهما إلى معجمها المشهور عام (1838م) ، كما إن الاستشراق كفكرة علمية قد نال حظاً عظيماً في أثناء القرن الثامن عشر، حيث كان الشرق يأخذ مكانه في أبحاثه ومؤلفاته إلى جانب الغرب في أفق شمولي، كما يؤكد ردونسون، مما يدل فيما نظن على أن دراسة العرب وما يتعلق بهم كان وما يزال أمراً بالغ الأهمية لعلم الاستشراق ودراسته.