كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في قراءة نقدية في خطبة السيدة زينب بنت على بن أبي طالب (عليهم السلام) في مجلس يزيد
كتب / اعلام الكلية :
برعاية السيد رئيس جامعة ديالى الأستاذ الدكتور عبد المنعم عباس كريم، وبإشراف السيد عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي، وضمن فعاليات الموسم الرابع لأسبوع (الإمام الحسين عليه السلام رمز وحدتنا)، عقد قسم اللغة العربية في كليتنا ندوة بعنوان قراءة نقدية في خطبة السيدة زينب بنت على بن أبي طالب (عليهم السلام) في مجلس يزيد.
وأوضحت الندوة التي ناقشت محاورها الأستاذ المساعد الدكتورة اسراء محمد إبراهيم, ان السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام) شاهدت في مجلس يزيد مشاهد وقضايا، وسمعت من يزيد كلمات تعد من أشد أنواع الإهانة والإستخفاف بالمقدسات وأقبح أشكال الإستهزاء بالمعتقدات الدينية، وأبشع مظاهر الدناءة واللوم في تصرفاته الحاقدة مضافاً إلى ذلك أن يزيد قام بجريمة كبرى، وهى أنه وضع رأس الإمام الحسين (عليه السلام ) أمامه وبدأ يضرب بالعصا على شفتيه وأسنانه، وهو حينذاك يشرب الخمر فهل يصح ويجوز للسيدة زينب أن تسكت، وهي ابنة صاحب الشريعة الإسلامية ، الرسول الأقدس سيدنا محمد(ﷺ ) ؟ كيف تسكت.. وهي تعلم أن بإمكانها أن تفند تلك الأباطيل، لأنها مسلحة بسلاح المنطق المفحم والدليل القاطع، وقدرة البيان وقوة الحجة.
بينت الندوة ان السيدة زينب ( عليها السلام ) لما رأت هذا الموقف المؤلم نادت بصوت حزين يفرح القلوب يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا بن مكة ومنى يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء، يا بن محمد المصطفى ، فأبكت كل من كان ويزيد ساكت، ثم قامت على قدميها ، وأشرفت على المجلس وشرعت في الخطبة، وقد أمطرت السيدة زينب (عليها السلام) أسماع يزيد بتلك الألفاظ التي تذكره بنهايته التعيسة وما سيؤول إليه في الدنيا والآخرة ثم جاء الاقتباس الثانى (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ ليزدادوا إنَّمَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ . هذا خطاب صريح ونص موجه فيزيد كافر وان التذكير بالكفر زيادة في ذم الإثم وتقريع في الدنيا وعذاب شديد في الآخرة وذلك جزاء لما اقترفه من فعلة شنيعة نكراء بحق أسرة النبي الأعظم محمد (ﷺ )), أما اقتباسها الثالث فهو تفويض الأمر الى الله سبحانه وتعالى وهى شكاية صريحة وان الله سيأخذ بثأرهم وحقهم قائلة ” ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبيلِ اللهِ أمْوَانًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” ان الاستشهاد بآي القرآن الكريم تأكيد للحق وإظهاره له أمام الملأ وإفحام للمخاطب الذي أصبح في حرج من أمره وانه الحقيقة الدامغة، وحضور القرآن على لسان السيدة (عليها السلام) . هذا الأسلوب يعكس لنا البلاغة المتدفقة للسيدة وهي تقعد مقارنة بين أمرين الأول مشرق ال بيت محمد (ﷺ) والثاني معتم يزيد وأشياخه فضلا عن لغة الخطيبة التصويرية التي صنعها معجمها وامكاناتها البلاغية الفذة. ان هذا الأسلوب التصويري لتجربة قاسية يضمن للخطيب درجة عالية من التواصل الجمالي مع المتلقي ويشده إلى متابعة الحدث بدقة.
