كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش أثر الكوفيين في شروح الكافية لابن الحاجب ( ت646هـ )
كتب/ إعلام الكلية :ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (أثر الكوفيين في شروح الكافية لابن الحاجب ( ت646هـ )) .هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة زينب عبد كاظم ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عثمان رحمن حميد ، إلى بيان أثر الكوفيين في شروح الكافية لابن الحاجب ( ت646هـ ) .توصلت الدراسة إلى أن شراح الكافية اعتمدوا في نقلهم أقوال الكوفيين على الكسائي والفرَّاء، أمَّا ثعلب وهشام بن معاوية فكان النقل عنهم قليلاً، ونقل شراح الكافية آراء الكوفيين بطريقتين: الأولى: النقل المنسوب لقائله، إذ كانوا يوردون ذكرهم بـ: قال الكسائي قال الفرَّاء، ذهب الكسائي، والفرَّاء، أو هذا رأي الكسائي والفرَّاء، والطريقة الثانية: النقل الَّذي هو غير منسوب، فينقلون عن عامَّة الكوفيين من غير ذكر أحدهم، بقولهم: ذهب الكوفيون أو أهل الكوفة، أو مذهب الكوفيَّة.كشفت الدراسة عن صور العزو الخطأ لآراء الكوفيين في شروح الكافية، إذ يُنسب رأي لأحد علمائهم، ومُصَنَّفاته تخلو من ذلك، أو ينسب القول لأحدهم، والحق أنَّهُ منسوب لجميع الكوفيين، وقد عُني شرَّاح الكافية بأدلَّة النحو عناية فائقة واعتدُّوا بالسماع كثيرًا مقتفين أثر من سبقهم في ذلك على حد سواء، إذ عَوَّلوا على الشاهد القرآني كثيرًا وَتَصَدَّرَ أدلَّة الاحتجاج في عرضهم للمسائل النحويَّة، وعلى نحو متباين تبعًا لحجم الشروح وسعتها، وأظهر البحث اهتمام الشرَّاح بالقراءات القرآنيَّة المتواتر منها والشاذّ، أمَّا الحديث النبوي الشريف فالشُّرَّاح كسابقيهم تباين موقفهم، في الاحتجاج، فمنهم من شايع المانعين فلم يورد من الحديث الشريف إلَّا القليل وحتَّى هذا القليل يتفاوت بينهم، فلم يحتجّ ابن الحاجب في شرحه سوى ببعض أقوال الصحابة.وضحت الدراسة أن شُرَّاح الكافية اهتمَّوا بالشعر العربي، إذ استدلوا به على إثبات القواعد النحويَّة والتي سبقهم إليها الكوفيون، فاختلفت مواقفهم فيها بين اقتفاء لأثر أهل الكوفة في محل الاحتجاج أو المخالفة في توظيف الشاهد من غير الإشارة إليهم، ولم يتقيَّد الشُّرَّاح بالحدود الزمنيَّة الَّتي اختطَّها البصريون، فأوردوا أشعار الشعراء المولَّدين والمحدثين كالمتنبي وأبي تمَّام، وأبي نواس، ومن خلال التتبع الدقيق لأثر المصطلح الكوفي في شروح الكافية أظهر الميل إلى استعمال المصطلح البصري بصورة عامَّة مع إيراد لبعض المصطلحات الكوفيَّة، الَّتي يذكرونها قبالة المصطلح البصري، أو التعليل للتسمية أو في سياق العرض في المسائل النحويَّة، وإن قَلَّ في ذلك.