
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الموقع الجيوستراتيجي لتركيا وأهميته للاتحاد الأوربي في أطروحة دكتوراه
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الموقع الجيوستراتيجي لتركيا وأهميته للاتحاد الأوربي في أطروحة دكتوراه
بحثت أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية الموقع الجيوستراتيجي لتركيا . وتظهر الأهمية الجيوستراتيجية لموقع تركيا على الاتحاد الأوربي على الأصعدة التالية فعلى الصعيد الاقتصادي تمتلك تركيا أكبر قوة اقتصادية في الشرق الأوسط، وموقعها الجغرافي “المركزي” ذات أهمية إستراتيجية للاتحاد الأوربي، إذ يتميز بسهولة الوصول إلى أكثر من (1) مليار مستهلك في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الصعيد الاستراتيجي حسب النظريات الجيوستراتيجية العالمية، تحتل تركيا موقعاً جيوسياسياً يؤهلها من لعب دور محوري في المجال الجغرافي “اليورآسي”( قلب العالم Heart land بحسب نظرية ماكندر)، خاصة وان هذا المجال يحتل مكانة مهمة في المنظور الاستراتيجي الأوربي. وعلى الصعيد السياسي القوة الناعمة التركية ونموذجها الديمقراطي والسياسي والديني، عزز الروابط بين تركيا والاتحاد الأوربي، لجهة تسويق التجربة التركية إلى العالمين العربي والإسلامي، ذلك لاحتواء ظاهرة الإرهاب، والنزاعات الإقليمية التي تهدد الأمن الأوربي. ,وتاتي اهمية الدراسة الموسومة بـ (الموقع الجيوستراتيجي لتركيا وأهميته للاتحاد الأوربي ) للطالب وحيد انعام غلام الكاكائي بعد ان استاثرت بعد الحرب العالمية الثانية باهتمام خاص من قبل صناع القرار في اوربا الغربية
وتضمنت الرسالة خمسة فصول تناول الفصل الاول المفاهيم والمصطلحات الرئيسة التي تتمحور حولها الاطروحة، ويتألف الاطار النظري من المفاهيم والأطر التالية: مشكلة الدراسة، وفرضيتها، وحدودها، ومنهجيتها، واهميتها، ,وبحث الفصل الثاني جيوستراتيجية العلاقات التركية مع دول الاتحاد الأوربي في اثناء الفترتين العثمانية والجمهورية بتطوراتها المختلفة، وصولاً الى فترة حكم حزب العدالة والتنمية. والتطور التاريخي لنشأة موقع تركيا، كما يتطرق الى المجال الجيوسياسي الجديد لتركيا الذي ظهر مطلع القرن الماضي، ومفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الاوربي. وبحث الفصل الثالث الفصل الثالث عناصر القوة الجغرافية التركية، وهي العناصر الطبيعية والبشرية والاقتصادية والعسكرية، التي تعد مفتاحاً مهماً من مفاتيح فهم الخريطة السياسية التركية الراهنة. ودرس الفصل الرابع الأهمية الجيوستراتيجية لتركيا من المنظور السياسي للاتحاد الأوربـــــي ,وتطرق الفصل الخامس الى دوافع التوجه التركي نحو الاتحاد الأوربي، التحديات والآفاق المستقبلية.
وقد توصلت الدراسة الى عدة نتائج منها ان هناك القليل من الأمم نجحت في الإفادة من موقعها الجغرافي، كتركيا، إذ كانت مركزاً لأثنين من أقوى الحضارات في العالم (الإمبراطورية البيزنطية والعثمانية)، وكجسر بين الشرق والغرب، ومركزاً حيوياً للتجارة والعلاقات الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية بين دول العالم. اعطت تركيا لمفهوم الجيوستراتيجية معناها الحقيقي، اذ تشغل تركيا ما يسمى آسيا الوسطى، ولها امتداد جغرافي في القارة الاوربية، حيث تقع عند الطرق الشمالي الشرقي للبحر المتوسط، جنوب غرب أوربا، وتطل على البحر المتوسط في الجنوب، وعلى البحر الاسود في الشمال وعلى بحر ايجة في الغرب. لدى تركيا رؤى طموحة بأن تصبح قوة إقليمية كبرى لها تأثير في المناطق المجاورة، ودور فاعل في الساحة الدولية. وتمت بلورة هذه الرؤى في استراتيجية احمد أوغلو(العمق الاستراتيجي) التي استندت فكرياً إلى النظريات الجيوبولتيكية ومفاهيمها لإضفاء أهمية “مركزية” على دورها ومكانتها الإقليمية والدولية. قبول عضوية تركيا في الاتحاد الاوربي يمكنه المساعدة على توطيد مكانة الاتحاد الاوربي كقوة عالمية، من خلال قبول دولة تمثل جسراً للعبور الى الشرق الاوسط ومن خلال قدرتها العسكرية الضخمة. مهما يكن قرار صناع السياسة في بروكسل الذي يُتَخَذ في نهاية المطاف، فستكون له آثار خطيرة بالنسبة للاتحاد الاوربي وتطوره المستقبلي.