كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش السيرة النبوية في كتاب الأحكام الشرعية الكبرى لأبن الخراط الأشبيلي ( 581 هـ ) دراسة تاريخية
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش السيرة النبوية في كتاب الأحكام الشرعية الكبرى لأبن الخراط الأشبيلي ( 581 هـ ) دراسة تاريخية
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ ( السيرة النبوية في كتاب الأحكام الشرعية الكبرى لأبن الخراط الأشبيلي ( 581 هـ / 1185 م) دراسة تاريخية .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب حسن عادل كامل ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتورة غصون عبد صالح ، الى تسليط الضوء السيرة النبوية في كتاب الأحكام الشرعية الكبرى لأبن الخراط الأشبيلي .
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة كان من أبرزها أن تسمية أبن خرّاط الاشبيلي جاءت مقترنة بمدينته "اشبيلية " التي هي بلدة في الاندلس ، فهي مهبط أجداده ومساكنهم ومسقط رأسه وموطن نشأته ومكان وفاته ، يُعد أبن خرّاط الأَشبيلي من الفقهاء الموسوعيين الذي نال شهرة واسعة في ضوء تصانيفه التي صنفها على " الاحكام الصغرى ، والوسطى ، والكبرى ، ويُعد العصر الذي عاش فيه الأَشبيلي من عصور الدولة العربية الإسلامية المزدهرة، إذ عاش في عصر استقطب العلماء من كافة أنحاء العالم الاسلامي، فرغم الاضطرابات التي شهدتها تلك الحقبة ألاّ أن ذلك لم يمنع من الازدهار الفكري .يّعد كتاب " الاحكام الشرعية الكبرى " لأبن خرّاط الأَشبيلي كنزاً من كنوز الفقه الإسلامي فضلاً عن ذلك فهو موسوعة احتوت كثيراً من الأخبار التي سلطت الضوء على الـتاريخ الإسلامي وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالسيرة النبوية فمنها ما جاء مقتضباً احياناً ومسهباً أحياناً أخرى .
وضحت الدراسة إن أبن خرّاط الأَشبيلي أمتاز بصدق ودقة رواياته التاريخية التي جاءت متوافقة تماماً مع الروايات التي ذكرها المؤرخون ، وهذا مما يؤكد صدقه وأمانته فيما ينقل لا يزيد شيئاً ولا ينقص وانما ينقلها كما هي. أهتم ابن خرّاط بسلسلة اسناده كثيراً ، وهذا بحد ذاته يمثل أهمية كبرى لمروياته التاريخية خصوصاً وأنه كان ينقل تلك المرويات عن رواة ثقات لا غبار عليهم باتفاق جميع علماء الجرح والتعديل. أغفل ابن خرّاط الأَشبيلي ذكره احداث هي غاية في الأَهمية ، منها ما يتعلق بالسيرة النبوية قبل البعثة " كحرب الفجار ، وحلف الفضول " ، ومشاركته فيها. جمع ابن خرّاط الأَشبيلي روايات أبو بكر بن ابي شيبة والبخاري ومسلم وابو داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، والتي استطعنا من خلالها جمعها وتبويبها ؛ لنخرج بهذه الدراسة المتواضعة ، والتي ستوفر على الباحثين مراجعة كل هذه الكتب للبحث عن معلومة تاريخية خلا بعض المفردات والموضوعات التي لم يتسنى لابن خرّاط الأشبيلي ذكرها ، وهذا مما يوفر عليهم وقت وجهد كبيرين.
بينت الدراسة أن سرعة استجابة الأوس والخزرج لدعوة الرسول كان من بين أسبابها أن هاتين القبيلتين كانتا تحملان معرفة بخبر الرسالات القديمة من خلا تعايشهما مع قبائل اليهود ، وكان ذلك بالتأكيد مما يشغل حيزاً من تفكيرها على عكس أهل قريش التي كانت ربما تحمل أخبار متفرقة عن الرسالات التي لا ترتقي على ما كانت عليه الأوس والخزرج .بينت الدراسة أن القائد العظيم المتمثل بشخص الرسول (صلى الله عليه وسلم ) لا يبخس حق الرجال حتى ولو كانوا اعدائه ، حيث أن ما حصل في غزوة بدر (2هـ) خير مثال على ذلك ، المتمثل بقول احد الانصار "والله ما رأينا ألاّ عجائز صلعاً " ؛ واعتراضه (صلى الله عليه وسلم ) على كلامه مبيناً له أن اولئك هم الأشراف والرؤساء.