
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش العلاقات المملوكية – الايلخانية في كتابي البداية والنهاية لأبن كثير والسلوك لمعرفة دول المملوك للمقريزي
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش العلاقات المملوكية – الايلخانية في كتابي البداية والنهاية لأبن كثير والسلوك لمعرفة دول المملوك للمقريزي
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (العلاقات المملوكية – الايلخانية في كتابي البداية والنهاية لأبن كثير ( 774هـ ) والسلوك لمعرفة دول المملوك للمقريزي ( 845هـ ) دراسة مقارنة ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة زينب عدنان هاشم ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عبد الخالق خميس ، الى تسليط الضوء على الجوانب السياسية والعسكرية والاجتماعية ، لاسيما هجرات المغول الى مصر وتأثيرهم على حياة المجتمع المصري بين دولة المماليك البحرية والدولة الايلخانية ، والاكتفاء بهذه الجوانب لبيان ما تناوله المؤرخان (ابن كثير والمقريزي) في عصر يعد من أهم العصور في التاريخ الإسلامي .
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة كان من أبرزها إن بلاد الشام تعرضت أبان قيام دولة المماليك البحرية في مصر والشام الى حملة مغولية كبيرة ، بعد مهاجمتها المدن الإسلامية الشرقية التي كانت مدناً مفعمةً بالحياة زاخرة بالعلماء أصبحت موحشة خاوية على عروشها ، وقد تم ذلك على مرحلتين كانت الأولى على يد جنكيز خان مؤسس الإمبراطورية المغولية الذي تولى مهمة فتح اقاليم ما وراء النهر ومن ثم الإطاحة بالدولة الخوارزمية ، أما الثانية فكانت على يد حفيده هولاكو الذي تولى مهمة القضاء على الإسماعيلية في خراسان ومن ثم اجتاح بغداد وقتل الخليفة العباسي وتابع التقدم نحو بلاد الشام وشارف على حدود مصر.
أكدت الدراسة ان انتصار المماليك في عين جالوت عام٦٥٨هـ/١٢٦٠م وما تلاه من تحجيم وطرد الوجود المغولي في بلاد الشام يعد من أعظم الأحداث التاريخية ليس في تاريخ الشام فحسب ولا في التاريخ الإسلامي بل في تاريخ العالم أجمع ، إذ بعد اجتياح المغول العالم الإسلامي كقوة ضاربة لم يستطيع أحد الوقوف بوجهها فوجئوا بدولة المماليك البحرية بقيادة السلطان قطز الذي كسر شوكتهم وحال بينهم وبين مساعيهم في السيطرة على مصر ، وأصبح قطز سيد الموقف في البلاد آنذاك . حين تولى السلطان الظاهر بيبرس العرش المملوكي واجه أكبر الأخطار والتحديات التي تعرضت لها مصر وبلاد الشام آنذاك والمتمثلة ب(المغول والصليبيين) لكنه بفضل حنكته السياسية ورجاحة عقله ، فضلاً عن درايته العسكرية التخلص منها ووضع حداً لها ، لذا يصح القول ان هذا السلطان يعد المؤسس الحقيقي لدولة السلاطين المماليك البحرية ، إذ دام حكمه نحو السبعة عشر عاما وهي مدة طويلة نسبياً تمكن خلالها من القيام بإصلاحات عديدة في الجوانب السياسية والإدارية والعسكرية .
بينت الدراسة ان اعتناق بعض سلاطين الدولة الايلخانية الإسلام لم يوقف صراعهم مع المماليك بل زاده سوءًا ، وذلك لأن كلاً منهما أراد ان يظهر نفسه حاكما للمسلمين وحامياً للشريعة الإسلامية ، فضلاً عن ان اعتناق بعض الإيلخانات مذهباً غير مذهب السلاطين المماليك زاد حدة العداء بين الطرفين ، في الوقت الذي أصبح فيه من الصعب على بعض سلاطين الدولة الايلخانية تجاهل ازدياد قوة المماليك في مصر وبلاد الشام ، قرروا كسب بعض الوقت عن طريق فتح باب المفاوضة والمهادنة بانتظار الفرصة المناسبة للانقضاض على المماليك واسقاط ملكهم ، ومن جانبهم أهمل السلاطين المماليك عروض المغول بالدعوة الى الصلح والمهادنة إظهاراً لقوتهم واستغلالا لضعف الموقف المغولي ، فضلا عن سعيهم لكسب ود العوام من رعاياهم و تعزيز مكانتهم عندهم .