كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش خصائص الأسلوب في شعر الشريف البياضي ( ت 468هـ )
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (خصائص الأسلوب في شعر الشريف البياضي ( ت 468هـ ) ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب عبد الباسط سليم عبد الحسين ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور سعد جمعة صالح ، إلى التعرف على خصائص الأسلوب في شعر الشريف البياضي .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها أن الشَّاعر مال إلى استعمال بحر البسيط في أغلب شعره، وذلك يتَّسق مع كثرة شعره في الغزل، الَّذي يتطلَّب موسيقى خاصة، ولأنَّ البحر البسيط يُعَدُّ مِنَ الأوزان الَّتي تتلاءم مع هذا النَّوع مِنَ الموضوعات الَّتي تتطلَّب التَّعبير بقوّةٍ عن العواطف والمشاعر العميقة، في حين ارتبط استعمال الشَّاعر للبحور الأخرى برغبته في التَّحرُّر مِنَ القيودِ الشِّعريَّة، ومنح نفسه قدرًا مِنَ الحُريَّة للتَّعبير عن القضايا المختلفة تبعًا لأهميَّتِها لديه، فكانت العلاقة بين البحور والأغراض الشِّعريَّة واضحةً إلى حَدٍّ كبيرٍ في ديوانه، أمَّا القافية، فقد استعمل الشَّريف البياضي (عشرين) حرفًا بِنِسَبٍ ودرجات متفاوتة، إذ تصدَّرت في ديوانه قافية حرف الدَّال في (أربع وعشرين) وحدة شِعريَّة، ثُمَّ حرف اللَّام في (سبع عشرة) وحدة شعريَّة، تليها قافية حرف الرَّاء في (خمس عشرة) وحدة شعريَّة، ثُمَّ قافية حرف النُّون في (أربع عشرة) وحدة شِعريَّة، تليها قافيتا الباء والقاف في (تسع) وحدات، ومِنْ بعدها قافية الهاء والعين والفاء في (ست) وحدات لِكُلٍّ مِنْها، كما تنوَّعت استعمالات الشَّاعر للقوافي المُطلَقة والمُقَيَّدَة، فكانت القافية المكسورة في الصَّدارة، تليها القافية المفتوحة، ثُمَّ المضمومة، وفي المرتبة الأخيرة القافية السَّاكنة.
وضحت الدراسة إن عدد الأبيات المُدَوَّرة بلغ في ديوان الشَّريف البَياضيّ (خمسة عشر) بيتًا، مِنْ إجمالي عدد أبيات الديوان البالغة (سبعمئة وتسعة عشر) بيتًا شِعريًّا، وهي نسبة صغيرة، إلَّا أنَّها جاءت مُتلائمة إلى حَدٍّ ما مع الأغراض الموسيقيَّة والإيقاعيَّة الَّتي يتناسب معها التَّدوير، فقد ارتبط التَّدوير عند الشَّاعر بالبحر الخفيف، الَّذي يُعَدُّ مِنْ أكثر بحور الشِّعر العربيّ ملاءمةً للتَّدوير مِنْ حيث القيمة الإيقاعيَّة والموسيقيَّة، وبرز التَّكرار بشكلٍ واضح، و بِصُوَرٍ مُتَعَدِّدَة على مستوى الحرف، واللَّفظ (الاسم، والفعل، والضَّمير)، بالإضافة إلى تكرار العبارة، ومِنْ ثَمَّ، فقد شَكَّلَ التَّكرار في ديوان الشَّريف البَياضيّ نظامًا خاصًّا للوحدة الشِّعريَّة، ينبع مِنْ صميم التَّجربة ويعكس مستوى عمقها وثرائها، كما كشف عن مدى قدرة الشَّاعر في اختيار الألفاظ والبِنيات اللَّفظيَّة واللُّغَويَّة لتحقيق أقصى قَدْرٍ مُمكن مِنَ الأثر والفعاليَّة، حيث يغدو التَّكرار أداةً موسيقيَّةً دِلاليَّةً في آنٍ معًا.
وبينت الدراسة إن ديوان الشَّريف البَياضيّ حفل بِصُوَرٍ مُتعدِّدَةٍ مِنَ الجِناس، شملت أنواعه المختلفة، على نحوٍ كشف عن دِقَّةِ اختيار الشَّاعر للألفاظ، وثراء معجمه اللُّغَويّ ورهافة حِسِّه وجماليَّاته الذَّوقيَّة, فضلاً عن عنايته في تشكيل وتكوين الأنساق الإيقاعيَّة الدَّاخليَّة للجناس بالتَّوازي مع إتقانه استعمال أدوات الموسيقى الخارجيَّة، ما أكسب الموسيقى في شِعرِه نوعًا مِنَ التَّكامليَّة والتَّعاضديَّة بين الدَّاخل والخارج، كما ظهر ذلك في كثيرٍ مِنْ شِعرِهِ، عند استعماله التَّصدير والتَّصريع، إذ استعمل التَّصدير في (سِتَّةِ) أنماط متباينة مِنْ حيث المسافة بين طَرفَيه، في حين استعمل التَّصريع (ثمانٍ وثلاثين) مرَّةً في ديوانه.



