كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش معايير القبول والرفض للآراء النحوية للعاتكي ( ت 870هـ ) ف بكتابه الفضة المضية في شرح الشذرة الذهبية
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش معايير القبول والرفض للآراء النحوية للعاتكي ( ت 870هـ ) ف بكتابه الفضة المضية في شرح الشذرة الذهبية
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (معايير القبول والرفض للآراء النحوية للعاتكي ( ت 870هـ ) ف بكتابه الفضة المضية في شرح الشذرة الذهبية ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة أميرة رشيد حسين ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور حسين إبراهيم مبارك ، إلى التعرف على معايير القبول والرفض للآراء النحوية للعاتكي ( ت 870هـ ) ف بكتابه الفضة المضية في شرح الشذرة الذهبية .
توصلت الدراسة إلى إنَّ (الشذرة الذهبية) يُعدُّ واحدًا من المتون المهمة، الذي ضمَّ في طياتهِ أكثر الموضوعات الصوتية والصرفية والنحوية، وليس أدلُ على أهميته من كون مؤلفه أثير الدين أبي حيان، الذي عُرِفَ بسعة علمهِ وغزارة إنتاجه، وكتاب (الفضَّة المُضيَّة) لمؤلفه أحمد بن محمد بن زيد العاتكي لا يقل أهميته عنه، فهو شارحه الوحيد والكاشف عن غوامضه الفريد، فقد نقل لنا هذا المتن وأضاف إليه كلمته في التحليل، والتمثيل، والشرح، وقد زاد عليه من الموضوعات التي رأى أنها بحاجة إلى الإضافة وهي متعلقة بعلمي الإعراب والمعاني، والترغيب في العربية، والتحذير من اللحن وغيرها من الموضوعات التي اكسبت الشرح قيمة علمية ونتاجًا زخرت به المكتبة العربية، فكانت الزيادة إضافة علميّة مهمّة.
أثبتت الدراسة أن العاتكي لم تكن له آراءٌ نحوية أنفرد بها، وإنما أعضد جهدهِ بين الترجيح، والاختيار، وكثرة نقل آراء النحاة، والترتيب، والتبويب، فضلًا عن أسلوبه السلس السهل في أغلب الموضوعات النحوية واللغوية التي عرضها. وقد أتسم كتاب (الفضَّة المُضيَّة) بكثرة إيراد مصطلحات القبول والرفض بشتى مسمياتها، وقد كشفت الدراسة أنّ مصطلحات القبول كانت تغلبها واضحًا على مصطلحات الرفض، ممّا يدل على أنّه كان متابعًا لأبي حيان والبصريين في أغلب ما عرضه من مسائل. اعتمد العاتكي في بناء الأحكام النحوية المتعلقة بالقبولِ والرفض على المسموع من الكلام الفصيح، وفي طليعته القرآن الكريم باختلاف قراءاتهِ، ثم الحديث الشريف، ثم كلام العرب المنظوم والمنثور، فضلًا عن استدلاله بلغاتهم وأقوالهم وأمثالهم .
بينت الدراسة أنّ مراتب الاستدلال في القبول والرفض كانت بالدرجة الأولى عند العاتكي على القرآن الكريم وقراءاته ثم الحديث الشريف، فكان يوردها بكثرة ويقدّمها على ما سواها، ثم يأتي بكلام العرب بشقيه لتعزيز الحكم النحوي، وقد يستدل به أن لم يكن في الحكم شاهدٌ من القرآن والحديث الشريف. ومن ملامح القبول والرفض عند العاتكي هي العلة النحوية، فكان حيث يصدر حكمًا في السلب أو الايجاب يلجأ إلى العلة النحوية في اصدار ذلك الحكم، فقد كثرتْ تعليلاتُه وتنوعت علله، حتى صارت مظهرًا واضحًا من مظاهر شرحهِ على شذرة (أبي حيان).