كلية التربية للعلوم الانسانية

ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (منهج ابن حجر العسقلاني في تفسير الحديث النبوي الشريف لغويا ) .

هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة مي مجيد كامل ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور إبراهيم رحمن حميد ، إلى الكشف عن الوسائل التي استخدمها ابن حجر في تفسير الحديث النبوي الشريف وأثر هذه الوسائل في إيضاح المعنى في الحديث النبوي الشريف .

توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها إن الحافظ ابن حجر وعي بخصوصية لغة الحديث النبوي الشريف وتفرد نظامه بسمات خاصة تميزه من غيرهِ من فنون القول ، فهي لغة تهتم بتحقيق التواصل بين المتكلم والمخاطب ؛ لأنها لغة تخاطب يومي يشيع فيها الاختصار والحذف ، وهي لغة سليقية طبيعية، وهي الفصحى التي كانت منطوقة متداولة بين العرب، فجاءت مُعبرة أصدق تعبير عما يختلج في نفسه عليه أفضل الصلاة والسلام .

كشفت الدراسة عن أنَّ تعامل الحافظ ابن حجر مع لغة الحديث النبوي الشريف كان تعاملًا شاملًا من خلال مصطلحات : (الشرح والتفسير والإعراب والتعريب والإيضاح والفتح والتأويل) ، إذ سخرها في عملية استنطاق النصوص من خلال بحث لغتها لإدراك المعنى ، وانه – الحافظ ابن حجر – سعى إلى تحقيق غاية واحدة هي : (الفهم والإفهام) من خلال شرح الحديث النبوي الشريف وتبيين إمكان ضبط العلاقة بين هذه المصطلحات تحت ما يعرف بـ(الترادف الجزئي) بمعنى أنها يمكن أن تترادف على نحو عام لا على نحو خاص .

وضحت الدراسة إن مناهج التفسير عند الحافظ ابن حجر تعددت وقد حصرت هذه الدراسة مناهجه في أحد عشر منهجًا وهي : منهج التأصيل اللغوي ، ومنهج النقد اللغوي ، ومنهج التفسير اللغوي ، والمنهج الموضوعي ، ومنهج الشرح بالمأثور ، ومنهج التفسير العلمي ، ومنهج التفسير بالمأثور ، والمنهج الاستبدالي ، والمنهج الأسلوبي ، ومنهج التصوير والمنهج الإحصائي، وقد سعت الدراسة إلى الإمساك بالخيوط المنهجية عند الحافظ ابن حجر في تأصيله للظاهرة اللغوية ، ومصطلح الأصل مهم في الدراسات اللغوية عامة وفي تفسير الحديث النبوي بخاصة ، وبعد ذلك أهتم البحث بإبراز منهج النقد اللغوي عند الحافظ بوصفه أداة إجرائية فبرز لنا ابن حجر ناقدًا متفحصًا ، وظهر جليًا منهج التفسير اللغوي بنوعيه : التفسير اللفظي والتفسير بالمعنى ، وأبان البحث عن بروز المنهج الموضوعي عند الحافظ ابن حجر في تفسيره للحديث ، ومنهج الشرح بالمأثور ظهر جليًا عنده وهو أقدم أنواع المناهج وأكثرها أهمية وقيمة .