كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش نظرية الاتِّصال البلاغيّ في الدرس العربي
كتب / اعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (نظرية الاتِّصال البلاغيّ في الدرس العربي ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة اسراء عبد الخالق جاسم, واشرف عليها الأستاذ الدكتور وسن عبد المنعم ياسين إلى التعرف على نظرية الاتِّصال البلاغيّ في الدرس العربي .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة أبرزها إن نظرية الاتِّصال البلاغي هي نظرية لسانية بلاغية معاصرة تستند أصولها على وجهتين: وجهة تراثية, وأخرى حداثية. يتحدد الوجه التراثي لها في الجذور اللسانية التي تضمنتها المقولات البلاغية عند الجاحظ, وابن وهب, والعسكري, والخفاجي, والجرجاني, والسكاكي, والخطيب القزويني, أما وجهها الحداثي فيتعين في استثمار الخطوط الرئيسة التي كوّنت نظرية الاتِّصال اللسانية الغربية عند رومان جاكوبسون, بداية مع نشأة النظرية التي جاءت نتيجة القراءة الدقيقة للأطروحات السيميائية واللسانية في الفكر اللغوي الغربي التي أدت بدورها إلى تسلسل مراحل النشأة من مفهوم سيمائيات التواصل (وهو نظام التواصل العلاماتي العام الذي تنبثق منه فروع الاتِّصال جميعاً بما فيها اللسانيات), إلى اللسانيات نفسها, وأخيراً إلى لسانيات التواصل, تليها مرحلة تأسيس الأصول بناءً على افتراض إن إنتاج الكلام بوصفه مظهراً اجتماعياً تواصلياً, قائمٌ على توافر مجموعة من العناصر السياقية كالمرجع, والمتكلم, والسامع, والقناة, والشفرة, ومن ثم فإن لكل واحدة من هذه العناصر وظيفة لغوية تؤديها في سياق اكتمال الحدث الإبلاغي .
أثبتت الدراسة إن نظرية الاتِّصال البلاغي قائمة هي الأخرى على خطوط مشابهة للخطوط التي تأسست عليها النظرية الغربية؛ فالاعتبار, والاعتقاد, والنصبة – الحال الدالة-, والعقد (العلامات غير اللغوية), هي تصنيفات تراثية درستها البلاغة العربية في إطار ما نعرفه اليوم بسيمائيات التواصل حيث أنظمة العلامة التي تتخذ من الإشارات الجسدية (الإيماءة) والصور البصرية (الأيقونات) وسائل أساسية للتواصل. ومن ثم فإن اللفظ والخط (العلامات اللغوية)هو الأساس في دراسة البلاغة العربية لمظاهر أو أشكال الاتّصال اللساني, أما الجامع لهذه الأنظمة العلاماتية فقد برهنت الدراسة على أن (البيان) هو المعادل التراثي لما يُطلق عليه في العصر الحديث مفهوم (لسانيات التواصل) فهو الاسم الجامع لكل شيء يكشف قناع المعنى: غير اللغوي وهو (الدليل الذي لا يستدل), أو اللغوي وهو (الدليل الذي يُستدل عليه) بالكلام.



