كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الفكر العسكري في ممالك ودويلات العرب القديمة
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الفكر العسكري في ممالك ودويلات العرب القديمة
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى تناقش اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (الفكر العسكري في ممالك ودويلات العرب القديمة ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب مروان جمهور محمود ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عبد الباسط عبد الرزاق حسين ، إلى التعرف على الفكر العسكري في ممالك ودويلات العرب القديمة .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها إن تطورت الحياة العسكرية في الحضارة العراقية القديمة بعد ظهور التنافس والأطماع ما بين الكيانات السياسية الاولى على الأراضي الزراعية وطرق التجارة، لذلك بدأت مرحلة صناعة الاسلحة البسيطة، ومن ثم التفكير في الغزو بحثاً عن القوت أولاً ومن ثم التوسع ثانياً، ورافق صناعة الأسلحة أساليب قتالية ابتكرها الفكر العسكري في دول العراق القديم، وزاد ذلك التطور في العصر الأشوري الذي وصل الى ذروة تطور الفكر العسكري القديم. وكان للطبيعة الجغرافية الأثر الكبير في تنوع الأسلحة وتطور الفكر العسكري في ممالك ودويلات العرب القديمة، اذ كانت الممالك ذات الطبيعة الجبلية والصخرية متقدمة عسكريًا متفوقة على الممالك ذات الطبيعة الصحراوية. وكان لموقع مملكة الحضر(الحظر) التي تأسست في شمال العراق وطبيعتها الجغرافية أهمية كبيرة في نمو الفكر العسكري وتطوره، اذ أسهما في بروز التفكير الدائم بضرورة المحافظة على المملكة واستقلالها ووقوفها بوجه الأعداء، اذ تميزت بوجود الاسلحة الخفيفة والثقيلة كالمنجنيق وبروز مهندسين مهرة مختصين في التحصينات.
بينت الدراسة إن مملكة الحضر(الحظر) في فكرها العسكري تفوقت على مملكتي ميسان والحيرة في الاسلحة وأساليب القتال التي كان من أهمها الحرب النفسية التي تمثلت بقذف حيوانات سامة تنهك نفسية الأعداء، فضلًا عن تفوقها بتحصيناتها الدفاعية المحكمة. اما بالنسبة لممالك اليمن فقد اشتهر فيها عددٌ من صنوف القتال الحربية منها المشاة، والفرسان، والهجّانة، والخيالة، أو الفرسان، الى جانب أسلحة القتال كالرمح، والسيف، والقوس، والسهم. وكانت حاجة اليمنيين وجميع أهل شبه الجزيرة العربية للجمال كبيرة؛ لتحملها الجوع والعطش وقدرتها على المشي في البوادي ومن أجل قهر رمال الصحراء؛ لذلك لقد شكل راكبوا الجمال جزءاً مهماً من تركيبة الجيش اليمني القديم، فتكرر ذكر هذه الفرقة في الجيشين السبئي والحميري والحضرمي، حتى شاركت الجمال بالقتال وسوح المعارك بأعداد كبيرة فاقت أعداد الخيول، وعُرفت هذه الفرقة في المصادر العربية القديمة بــــ(الهجانة).
أوضحت الدراسة إن للمرأة دور كبير في حروبهم ايضاً، فبسببها قد تندلع الحروب، وبسببها قد تطفأ نارها أيضاً، فهي تعالج الجرحى، وبوجودها تستثير الهمم من خلال الدف بالطبول خلف المقاتلين، فضلاً عن أنها كانت تشارك في بعض المعارك في القتال إلى جانب الرجال. أما بالنسبة لتحصيناتها الدفاعية فهي كانت تفتقر الى التحصينات اذا ما قارناها بممالك شمال وجنوب شبه الجزيرة العربية، فقد اقتصرت على آطام سهلة ومتواضعة مبنية بالحجارة، ويبدو أن السبب في ذلك التفاوت هو الطبيعة الجغرافية بلا شك، لأن طبيعتها كانت صحراوية منبسطة، لا تساعد على وجود تحصينات كالّتي وجدناها في ممالك العرب الأخرى.