كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المتخيل في رحلات باسم فرات
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (المتخيل في رحلات باسم فرات ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة تغريد مجيد حميد ، وأشرف عليها الأستاذ المتمرس فاضل عبود خميس ، إلى الكشف عن مضمون المتخيل في رحلات باسم فرات .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها أن (المتخيّل) مسؤول عن تكوين الرؤية التخيّليّة للرحلة التي تصوغ المرئيّ، والمخفيّ من فضاء المادة المسرودة نثرا، أو شعرا، أو فنّا آخر من فنون الصوغ؛ فالمتخيّل الوعاء الذي تجري فيه صياغة الصور والسياقات الواصفة والدالّة على أماكن الرحلات وزمانها، وأن كثيرا ما زاوج باسم فرات في رحلاته ما بين أدب الرحلة وأدب السيرة ايمانًا منهُ من أن قراءة إنتاجه الرحلي بوصفهِ أدب سيرة فقط قد تسئُ اليه؛ وأن قراءتهُ بوصفه أدب رحلات فقط ربما قد تخذلهُ؛ لأن أدب السيرة انما هو أسير الواقع، وأدب الرحلات يحمل نصف التزام الرّحال بالواقع ونصف التزامه بالخيال، وإن تغيير المكان ليس أمرًا هَينًّا عند الرّحال؛ فهو مؤمن بان أولئك الذين يعتقدون أن الوصول إلى بلدان اللجوء والهجرة يعني حياة مملوءة بالرفاهية الخالية بلا مُنغِّصاتٍ؛ وكأنّ مساعدات الضمان الاجتماعي هي الغاية القصوى؛ فَهُم واهمون؛ لأَنَّ اختلاف الجغرافية، والطقس، واللّغة، والثقافة، يؤدي إلى تغيير في الأمزجة؛ فهذا الاختلاف شَكَّلَ ما هو أشبه بالصدمة الحضارية، أو الثقافية.
كشفت الدراسة إن لرحلات ما أكدهُ بعض النقاد المعاصرين من أن مقاصد الرحلات عندهُ قد اختصرها في اكتشاف البلاد، مِمَّا يعني الحصول على الخبرة ووضعها في خدمة المتلقي؛ فالمقصدية مثلًا في: (مسافر مقيم عامان في أعماق الإكوادور) قد تجاوزت ما هو أخباري إلى ما هو تواصلي يخدم الجميع؛ وهو ما ينطبق على رحلته إلى السودان فقد مثلت عنده نقطة البداية لانصهار ذاته الشاعرة بعلم (الأنثروبولوجي)؛ ومقصدية المقاربة الثقافية بين ثقافة الشاعر وثقافة أصبحت مُهيمنا لا يمكن إنكاره في رحلته إلى الأردن، إيمانا منه أن الثقافات تقف كُلّها؛ بوصفها بناءً يكمل بعضه بعضًا، أَمَّا مقصد رحلته في (لا عشبة عند ماهوتا) فيتمثل في الكشف عن حقائق ومعلومات متعلقة بالعراق وحضارته العريقة وبدوره في صنع الحضارات الإنسانية؛ مما أثار دهشته بوصفهِ شاعرًا أولًا ورحّالةً ثانيًا؛ ولاسيما لحظة اكتشافهِ حقيقة حضارته في أقصى جنوب الجنوب من العالم.
أكدت الدراسة إِنَّ باسم فرات بوصفهِ شخصية رحّالة مارست الارتحال عبر تقنية الجدل مع العالم المرئي المرُتحل إليه، بكافة مكوناته الإنسانية وغير الإنسانية، قد أثبتت أن شخصيته مركزية جعلت القارئ يندمج معهُ مع أنهُ يميلُ إلى ذكر الجزئيات بُغية الوصول إلى الصورة الكلية للقصد الذي ارتأه وابتغاهُ، وإِنَّ النصوص الرحلية تقترب من السردية الأخرى من حيث توظيف التقنيات السردية؛ ويمكننا بوساطة الاطلاع وبيان هذهِ التقنيات عند باسم فرات ان نصفه بأنهُ رحال ساردُ لكل ما تقع عيناهُ عليه، مبتغيًا مجموعة من الدلالات فمثلا حقق السرد الحواري الدلالة على واقعية الإحداث والشخصيات والدلالة الوصفية؛ فأغلب أشكال هذا الحوار السردي طغى الوصف على أبسط جزئياتِهِ.


