كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة علمية بعنوان ( المور يسكيون في اسبانيا والمنفى 1492 – 1614)
كلية التربية للعلوم الانسانية تعقد ندوة علمية بعنوان ( المور يسكيون في اسبانيا والمنفى 1492 – 1614)
عقد قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الانسانية ، ندوة علمية بعنوان ( المور يسكيون في اسبانيا والمنفى ( 1492- 1614) ، ومرور اربعة قرون على نفيهم ) .
وتهدف الندوة التي قدم لمحاورها الاستاذ الدكتور ( عدنان خلف كاظم ) والاستاذ المساعد الدكتور ( بهار احمد جاسم ) ، الى تسليط الضوء على الاسباب التي ادت الى بقاء مملكة غرناطة في شبه جزيرة الاندلس لمدة قرنيين ونصف القرن من الزمان ، والظروف التي احاطت بطرد الموريسكيين من إسبانيا (ترحيل للسكان أمر به الملك فيليب الثالث في مرسوم صدر في عام 1609، فرض بموجبه على الموريسكيين مغادرة الأراضي الإسبانية ) ، وقد استمرت أعمال طرد من مختلف أرجاء إسبانيا إلى الشمال الإفريقي المسلم حتى عام 1614 ، والمور يسكيون عدد من المسلمين الذين اظهروا المسيحية وأبطنوا الاسلام .
واكدت الندوة ان مدينة غرناطة آخر معقل إسلامي بالأندلس ، وقد وعد الاسبان في اتفاقية تسليم غرناطة المسلمين باحترام دينهم وتركهم أحرارًا في اعتقادهم وعباداتهم لكن ، لكن لم يمر وقت طويل حتى بانت نيات الاسبان الشريرة ، ففي سنة 1499م اصدر مرسوم ملكي يقضي بتنصير المسلمين ، فرفض أهل الأندلس هذا القرار فثاروا في غرناطة لكن ثورتهم أُخمدت ، واستمر الأندلسيون على هذا الحال حتى سنة 1567م، حيث أصدر الملك فيليب الثاني قرارًا صارمًا بالتشديد على الأندلسيين ، وعدم التسامح مع من يُبدي أي مظهر من مظاهر الإسلام ، فقام الأندلسيون سنة 1568م بثورة كبرى في غرناطة استمرت 4 سنوات ، انتهت بقمعها ، واشتداد الوطأة على الأندلسيين الذين ظلوا رغم كل ذلك يحفظون شيئًا من الإسلام ، وجاءت سنة 1609م التي شكلت سنة الفرج للأندلسيين ، حيث أعلن الملك فيليب الثالث قرارًا بطرد كل الأندلسيين من إسبانيا ، وبالفعل تمّ طردهم إلى شمال إفريقيا حيث بلاد الإسلام .
وتوصلت الندوة الى عدة استنتاجات كان من اهمها ان الموقع الجغرافي لمملكة غرناطة ، في الزاوية الجنوبية لشبه الجزيرة مكن غرناطة ان تكون بعيدة عن ايدي الاسبان من جهة ، وقربها من المغرب العربي ، وخاصة الدولة المغربية التي كانت تمد يد العون لها ، فضلا عن وجود العقيدة الاسلامية في شبه القارة الافريقية كانت من الاسباب التي ادت الى بقاء العرب المسلمين في غرناطة فضلا عن الادارة العسكرية ، وتدريب السكان على فنون القتال كانت هي الاخرى من العوامل التي افشلت محاولات الإسبان طيلة القرنين والنصف لتقويض حكمها .
وتوصلت الندوة الى ان عدد الموريسكيين الذين وصلوا إلى المغرب بلغ نحو 40 ألفا ، بقي أغلبهم على مشارف سبتة وتطوان وغيرها من الموانئ القريبة من مضيق جبل طارق ، كما أدى تجمع الموريسكيين في سلا والرباط ، خصوصا الوافدين من هورناتشوس ، إلى تأسيس جمهورية أبي رقراق ، أما الذين لم يشتركوا في الحرب فقد اختلطوا بالسكان المدنيين في طنجة وتطوان وفاس وسلا والرباط وغيرها من المدن .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية