
كلية التربية للعوم الإنسانية تناقش الجسد المقموع والمهزوم في الشعر الأندلسي في ضوء الدراسات الثقافية
كتب/ إعلام الكلية :ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (الجسد المقموع والمهزوم في الشعر الأندلسي في ضوء الدراسات الثقافية ) .هدفت الدراسة التي قدمها الطالب باسم محمد حسين ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور جاسم محمد حسين ، إلى أشعار شعراء عصر الطوائف (400-484هـ)، والمرابطين (484-520هـ)، وعصر الموحدين (541-668هـ) حيث جمعت هذه الفترة بين حياة الترف والتأثر بالطبيعة والغلوّ في ملذات الحياة، وبين فترات الحروب والضعف والتفكك، وبين الممالك والإمارات في عصر الطوائف فمنها القويّ ومنها الضعيف، كل ذلك قد جعل هناك بيئة خصبة لدراسة تأثيرات تلك التغيرات على جسده، إذ تعددت التأثيرات على جسد الشاعر الأندلسي فأخرج إنتاجاً شعرياً أثرى به الديوان العربي .توصلت الدراسة إلى أن الحالات المختلفة الواقعة على جسد الشاعر الأندلسي في عصر المرابطين والموحدين والطوائف – التي قد تعرض لها الجسد نتيجة تمظهرات الزمن عليه، فالجسد يتمتع بقدرٍ كبيرٍ من الحيوية والنشاط مما يجعله يميل دائماً إلى التحرر من جميع ما يقيده، ولكن أحياناً تُمارَس عليه أصنافاٍ متعددة من العنف المادي أو الرمزي، وقد يؤثر عليه فعل الزمن مع التقدم في العمر كما قد يؤثر عليه المرض والوهن والضعف، وقد يلاقي الصد والبعد والفراق، كما يواجه البعد والغربة والأسر.. كل ذلك بدوره يؤثر على الجسد ويساعد في نحته وتشكيله، فيصاب بالقمع أو الانهزام، أو يُحرم من الراحة أو ربما يفنى، أن التمظهرات أثرت على جسد الشاعر الأندلسي بصورة أو بأخرى فترة عصر المرابطين والموحدين والطوائف، تلك الفترة التي كانت ثرية بمختلف التمظهرات، فقد لاقى فيها الشاعر الترف والمنح والعطاء. أظهرت الدراسة أن القمع على جسد الشاعر الأندلسي ظهر، إذ نراه يصاب بمرضٍ أو عاهةٍ، أو ربما قد لاقى صدوداً وهجراً من المحبوب حال بينه وبين تحقيق ما يطمح إليه من آمالٍ أو رغبات مما أصاب جسده بالقهر والقمع. وبتفاقم صعوبات الحياة عليه وتعدد المشكلات التي يواجهها على مدار اليوم مما زاد من أعبائه وحدَّ من تحقيقه لطموحاته مما تركه مُحبطاً ومنكسراً ومهزوماً لا يحرك ساكناً، حتى وصل به الأمر إلى الإحساس بالاستسلام إلى الواقع وعدم السعي نحو تحقيق ما يرجوه، وعندما يتوقف الجسد عن العطاء، وتتوقف همته عن التفاعل الطبيعي ما حوله من المؤثرات؛ فينظر إلى الدنيا بنظرة مظلمة .







