
أستاذ زائر من جامعة القاهرة يلقي محاضرة في الأدب الأندلسي على طلبة الدراسات الاولية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى
أستاذ زائر من جامعة القاهرة يلقي محاضرة في الأدب الأندلسي على طلبة الدراسات الاولية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى
بحضور السيد رئيس جامعة ديالى الاستاذ الدكتور عباس فاضل جواد الدليمي ، والسيد عميد كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي ، القى الاستاذ الزائر من جمهورية مصر العربية ، استاذ الأدب الاندلسي في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، الاستاذ الدكتور ( أيمن محمد ميدان ) ، محاضرة في الأدب العربي ( الأدب الأندلسي ) ، على طلبة الدراسات الاولية في قسم اللغة العربية .
وركز استاذ الادبي الاندلسي في محاضرته إن الأندلس عاشت وسط مناخ سياسي شديد التقلب نتيجة سقوط الخلافة الأموية واستعار لهيب الفتنة، وأمام حدود لا تعرف معنى للاستقرار، نتيجة طموحات أخوة الأمس أعداء اليوم، وتربص النصراني القابع على الحدود يرقب فريسته- وسط هذا المناخ وفق مبدعو الأندلس بالقرن الخامس الهجري إلى الرقي بحياتهم الأدبية رقيا يستثير دهشتنا ، فقد "أنشأوا نثرا كثيرا، غزير المادة.. لا يقل في أغراضه، ولا في تنوع أشكاله، ولا في عمق معانيه ولا في جمال مبانيه عما نظمه الشعراء من القريض.. وذلك في ظرف زمني وجيز نسبيا، وفي بيئة مهددة دوما بالغزو، مثقلة أبدا بأنباء الكوارث والملمات ، ومن بين هؤلاء المبدعين يأتي ابن بُرْد الأصغر (كان حيّاً حتى 440هـ) نسيج وحده، فقد خاض غِمار الحياة السياسية كاتبا لمجاهد العامري (ت436هـ) (والمعتصم بن صمادح (ت484هـ) دون أن تقف حجر عثرة على طريق ممارسة الكتابة في فنون أخرى، فقد كان شاعرا رقيق الحواشي، وكاتبا مولعا بالبحث عن قوالب فنية جديدة، وأطرِ تعبيرٍ غير مألوفة، ومصنفاً لكتاب أسماه (سر الأدب وسبك الذهب)، شأنه في ذلك شأن أبي العلاء المعري (ت449هـ) وأبي إسحاق الصّابي، وابن زيدون أيضا (ت463هـ).
واوضح إن العمل الأدبي- بتعدد اتجاهاته، وتباين أنماطه- كل لا يتجزأ، يستعصي على أي محاولة لتقسيمه أو تفكيكه، فلا قيمة لمعنى مجرد بلا صياغة تبلوره، أو إيقاع يثريه ويخلده، أو صورة فنية تضفي عليه حركة وحياة، ولا دور للغة لم توظف لأداء معنى أو نقل إحساس، وعلى الرغم من تجانس العناصر المكونة للعمل الأدبي وامتزاجها امتزاجا يصعب معه فصل الخيوط الأولية المكونة لنسيجه، والتي تجعل من التصور القائم على أن العمل الأدبي نتاج تزاوج المبنى والمعنى تصورا "لا وجود له إلا في ذهن واضعه، بل إنه مجرد وهم لا غير. ذلك أن المبنى الخارجي هو في حد ذاته المعنى الداخلي، وهما يتوالدان معا في شكل وحدة كلية إبان عـملية الخـلق وأقول على الرغم من ذلك فإنني ولدواع علمية بحتة سوف أحاول- ما وسعتني المحاولة- أن أرد البناء الفني لنثر ابن بُرْد الأصغر إلى عناصره الأولية، والمستويات الدلالية إلى فنونها التي تنتمي إليها، طبقا لهذا التصور سوف أقترب من نثر ابن بُرْد الفني، دارسا إياه عبر محورين كبيرين، يتمثل المحور الأول في دراسة رأسية تتناول الفنون النثرية التي عالجها، ويتمثل المحور الثاني في دراسة أفقية تعنى بوسائل التشكيل الفني، مجسدة في: اللغة، والصورة الفنية والإيقاع.
واكد ان ادباء الأندلس اهتموا بشرح جُلِّ ما بلغهم من آثار مشرقية اهتماماً يعكس تأثرهم بكتب الشروح المشرقية التي راحت تتوافد عليهم، ومن بينها شروح المعرّي لآثاره شعريةً ونثـريـةً، وآثار غيره كالبحتري (ت284هـ) والمتنبي… ، ويأتي ابن السِّيد البَطَلْيَوْسي (ت521هـ) بين الشُّرّاح الأندلسيين نسيجَ وَحْدِهِ غزارةَ مادةٍ، وعمقَ نظرةٍ، ودقـةَ معالجـة ، فللرجـل شروحٌ متعددةٌ منها: الحُلَل في شرح أبيات الجُمَل ، والاقتضاب في شرح أدب الكُتَّاب، ويُعَدُّ من أهم مصنفاته، وإليه يعود سِرُّ شهرة الرجل وذيوعِ ذِكْرِه وشرح ديوان المتنبي ، وشرح سِقْط الزَّنْدِ للمعرّي وقطعةٍ من لزومياته، وهو ما سنقف أمامه وقفة متأنية.
وتجدر الإشارة الى ان الاستاذ الدكتور ايمن محمد ميدان يشغل منصب وكيل كلية دار العلوم للدراسات العليا والبحوث وأمين اللجنة العليا لترقية الاساتذة المساعدين بالمجلس الأعلى للجامعات ورئيس تحرير مجلة كلية دار العلوم في جامعة القاهرة ، وله العديد من المؤلفات والبحوث في مجال الأدب العربي ، ودرس في مجالات الدراسات الأولية ، والدراسات العليا في كلية دار العلوم في الجامعة المذكورة وأشرف على عدد كبير من الرسائل والأطاريح الجامعية في مجال الأدب العربي ، وناقش عددا كبيرا من الرسائل والأطاريح الجامعية في الجامعات المصرية والعربية
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية