أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الاصول في النحو لأبن السراج – دراسة في ضوء اجراءات تحليل النص النحوي
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الاصول في النحو لأبن السراج – دراسة في ضوء اجراءات تحليل النص النحوي
كتب / اعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (الاصول في النحو لأبن السراج دراسة في ضوء اجراءات تحليل النص النحوي ) .
وركزت الدراسة التي تقدم بها الطالب صفاء نصرالله ردام ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور ابراهيم رحمن حميد ، على دراسة تحليل النص النحوي القديم وقرأته بمنظار المحدثين وعلى وفق آليات تحلل ذلك النص ومنها العتبات النصيّة المتوافرة في كتاب (الأصول) .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها أنّ إجراءاتِ تحليل النصّ يُمكِنُ أن تُطبَّقَ على نصٍّ نحويٍّ متكاملٍ؛ لأنّ الدراساتِ الأخرى كانت تتناولُ جزءًا – أو جزئيّة- مِن النصّ وتُطبّقُ عليه إجراءاتِ التحليل , وكما فعل الدكتور (فخر الدين قباوة) ، إذ انتخب نصّين مِن كتاب سيبويه وحلّلهما تحليلًا نصّيًّا ، وأثبت البحثُ أنّ الدكتور (فخر الدين قباوة) هو المطور الحقيقي لأساليب التحليل النحوي وآلياته, وهذا جاء على شكل تطبيقاتٍ عمليّة في مؤلَّفاته .
أثبتَت الدراسة أنّ ثَمَّةّ (انفرادات نحويّة) في كتاب الأصول ، إذ برز الانفراد النحوي للنحويّين في ذلك الكتاب , فضلًا عن انفرادات ابن السرّاج التي كانت في المصطلحات – انفرادات مصطلحيّة ، وكذلك انفراداته في المسائل النحويّة ، وان هناك ثمَّةَ (تضافراتٍ للعلّة في الكتاب) , وهذا الأمرُ قد مارسه ابنُ السرّاج ممارسةً في أثناء إعطائه لعلّة حدوث الحكم النحوي، وأنّ (الجمعَ) – سواء أكان سالمًا أم مُكسّرًا- له أثرٌ في تشكيل بعض المصطلحات النحويّة , وقد أضاف هذا البحث ظاهرةً –نحسبها- جديدة في حقل الظواهر الأخرى وهي ظاهرة (التخصيص النحوي) , التي كان يُمارسها ابنُ السرّاج ، وأنّ تطبيق آليات, التحليل النحويّ وأساليبه متوافرة في كتب الأقدمين؛ إذ إنّها كانت في ضمن تفكيراتهم النحويّة الممارَسة, وبهذا يتأكّدُ أنها مرحلة وسابقة للتنظير, وأنّ التنظيرَ في مرحلةِ تَطوّرٍ مستمرّة .
وأظهرت الدراسة أنّ ابنَ السرّاج كان يُلوّن تعليلاتِهِ في إصدار الأحكام وتعليله لها, وذلك يعني: أنّه وظَّف كُلَّ طاقات اللغة المُتاحة للوصول إلى هدفه الذي قد رسمه ، وثبت أنّ ابنَ السراج كان واعيًا في استعماله للمصطلحات النحويّة؛ لأنّه يعي جيّدًا أينَ يستعمل المصطلح البصري, وأين يستعمل المصطلح الكوفي, ويعلم جيّدًا أين يُزاوجُ بينهما, ووظّف ابنُ السرّاج كلَّ الطرائق المُتاحة لتعريف المصطلح؛ إذ أثبت البحثُ أنّه استعمل (44) أربعًا وأربعين آلية لتعريف المصطلح, وهذا يعني: أنّ لديه إمكانية كبيرة جدًا في كشف المعنى الذي يحمله المصطلح ، وأنّ ابنَ السرّاج كان يُنعمُ النظرَ مليًّا في تعريف المصطلح الواحد؛ إذ يُعرّفه بأكثر مِن أسلوب , ولعلّه يريدُ أن يصل إلى أقصى درجات الإفهام المتوافرة؛ ليَفهمَ – أو يُقنِعُ- المُتلقِّي ، وأثبت البحثُ أنّه استعمل (65) خمسًا وستّين عِلةً مِن العلل النحويّة, فضلًا عن (19) تسع عشرة عِلّة أخرى مُتضافرة؛ إذ قد يكون التضافر بين علّتين, وقد يكون بين ثلاث علل .