أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش القصدية في قصص القرآن الكريم
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش القصدية في قصص القرآن الكريم
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (القصدية في قصص القرآن الكريم ) .
وتألفت لجنة المناقشة من الاستاذ الدكتور ابراهيم رحمن حميد من كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ديالى رئيسا ، وعضوية كل من الاستاذ الدكتور عماد حميد أحمد من كلية التربية للبنات جامعة تكريت ، والاستاذ المساعد الدكتور ميثم محمد علي من كلية التربية الجامعة المستنصرية ، والاستاذ المساعد الدكتور احمد عاشور جعاز من كلية التربية أبن رشد جامعة بغداد ، والاستاذ المساعد الدكتور حسين ابراهيم مبارك من كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ديالى ، والاستاذ المساعد الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي من كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ديالى عضوا ومشرفا .
وتهدف الدراسة التي قدمها الطالب صادق بريسم كيطان العزاوي ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي ، الى دراسة واحدٍ من أهمِّ المعايير التي تحقِّق النصيَّة في الخطاب في الدراسات اللسانيَّة الحديثة وهو معيارُ ( القصديَّة ) .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها إنَّ أيَّ نصٍّ يخلو من القصد لا يرقى إلى مرتبة الخطاب ، ومن ثمَّ لا يقوى أنْ يحافظَ على انسجامه الداخليِّ ، وان على المرسِـل إيجادُ كيفيّـَة التعبيـر عـن قصـده ، واختيـار الآليـات المناسـبة لنقلـه مـع مراعاة العناصر السياقيّة الأخرى ؛ لأنَّ القصـدَ يعـدُّ لـبَّ العمليّـة التواصـليّة ، ولم يكن معيارُ القصديّة غائبًا عن إدراك العلماء العرب القدماء ، بل حظيتْ فكرةُ القَصْد بعنايةٍ بالغةٍ عندهم ، فبحثوا نوعَ العلاقة بين ما يقصدُه المُتكلّم وما تعنيه الكلماتُ التي يستعملُها لما للقصد من أثرٍ بليغٍ في تفسير النصوص ، وإنَّ أهمِّيَّة القصد تتمثَّلُ بحسن اختيار المتكلِّم للألفاظ التي تحقِّـق الغرضَ التواصليَّ مع المتلقّي ، وثمَّـةَ فرقٌ دقيقٌ بين المعنى والقصد ؛ إذ إنَّ القصدَ خاصٌّ بالمتكلِّم وحدَهُ وهو يدلُّ على شيءٍ بعينِهِ ، أما المعنى فهو خاصٌّ بالمتلقّي وقد لا يُفهَم منه المقصودُ بسبب تعدُّد التأويلات التي قد تصلُ الى حدِّ التناقض أحيانًا .
بينت الدراسة ان النصُّ يجب أن يتمتَّعَ بأعلى درجات السبك والالتحام من أجل تحقيق غاية القصد من الكلام ، ومن الممكن أن يبقى القصدُ قائمًا من الناحية العمليَّة ــــ في غير القرآن الكريم ـــ حتى مع عدم وجود المعايير الكاملة للسبك والحبك ، فالقصد قد يتحقَّق حتى إن كانت بقية المعايير تفتقر إلى التماسك النصيِّ ، وقد تكون القصديَّة محدَّدةً بمدلولٍ واحدٍ ، وقد تكون متعدِّدة المقاصد وفقًا لما يحكمه السياق لذلك فقد اختلف المفسِّرون في تحديد القصديَّة في الكثير من آيات القرآن الكريم بحسب القرائن والإشارات الواردة في السياق ، ويحصل أحيانًا توافق دلالي بين قصدية اللغة ( المعجم ) ودلالة النصِّ القرآنيِّ ، وإنَّ وسائل القرآن الكريم متنوعة في تحقيق مقاصده ، ويعدُّ أسلوبُ القصِّ أحدَ أهمِّ الوسائل في إيصال رسالته إلى الناس ، والنصِّ القرآنيِّ نصٌّ مقدّسٌ لا يمكنُ إخضاعُهُ لتأويلاتٍ قد تجعله يخرجُ عن المقاصد الربانـيّة لذلك لا يمكن أن نطبق عليه كلَّ ما يتم تطبيقه على النص الأدبي .
وأوضحت الدراسة إنَّ بيان معاني القرآن الكريم لا بدَّ من أن يتمَّ أولًا بمعرفة ما تدلُّ عليه مفرداته قبل ما عداها ؛ إذ لا يمكن فهم التراكيب من دون فهم الألفاظ ، وان تتحـقَّق القصدية بالمفردات بنسبة أكبر من تحققها بالتراكيب ؛ لأنَّ اللفظ يعد الأساس الذي يشكل الجملة القرآنية ، ولبنة بنائها اللغوي ، وإنَّ كلَّ لفظٍ في القرآن الكريم وُضِعَ في المكان المناسب له بشكلٍ يجعل استبدالَ لفظٍ بآخر سببًا في اختلال المعنى وتشويه البناء ، وذلك من إعجاز القرآن الكريم ،ويعتمد العاملُ الأساسيُّ في اختيار المفردة القرآنية على ما تعطيه اللفظةُ من معانيَ ودلالاتٍ إضافيةٍ فضلًا عن معناها الأساسيِّ ، وإنَّ الكشفَ عن المعنى لا يمكن أن يتحصَّل بالنظر إلى اللفظ بمعزلٍ عن الألفاظ التي تجاوره لوجود علاقة تربط تلك الألفاظ بعضها ببعض ، وإنَّ السياقَ هو الذي يعيِّن قيمة الكلمة ؛ إذ أنَّ الكلمة تستعمل في كلِّ مرة في جوٍّ يحدِّد معناها تحديداً مؤقـتًا ، والسياق هو الذي يفرض قيمة واحدة بعينها للفظ ، وإنَّ فهمَ المقاصد القرآنية يختلف من مفسِّر لآخر ، لذلك قد لا يتطابق فهم المفسِّر مع القصد الإلهي وهذا يمثِّـل سببًا من أسباب اختلاف آراء المفسِّرين .