أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش جهود الدكتور يحيى الجبوري في جمع الشعر العربي وتحقيقه
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش جهود الدكتور يحيى الجبوري في جمع الشعر العربي وتحقيقه
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (جهود الدكتور يحيى الجبوري في جمع الشعر العربي وتحقيقه ) .
وهدفت الدراسة التي تقدم بها الطالب وسام جعفر مهدي ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي ، الى تسليط الضوء على جهود الدكتور يحيى الجبوري في جمع الشعر العربي وتحقيقه ، والتي تنوعت في مجال الترجمة وتحقيق الكتب التراثية المجموعة ذات الطابع الأدبي أو التاريخي التي غلب عليها الفن النثري .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان الدكتور الجبوري كان نسيجا وحده في جمع دواوين الشعر العربي وتحقيقها على نحو علمي رصين، متبعا أدق ضوابط علم الجمع والتحقيق ،باعتماده على من سبقه من الجامعيين والمحققين واعتماده على أمات الكتب العربية من مخطوطات ومعجمات وغيرها .
وأوضحت الدراسة ان الشعر العربي ولد ولادتين ولادة في الجزيرة العربية، وأخرى في العراق، أما ولادته في الجزيرة العربية فكانت مرحلة النشأة والازدهار والذيوع والاكتمال، وأما ولادته في العراق فكانت في الحفظ والتدوين والجمع والنقل، والانتشار ، وفي هدي هذه المقاربة نسلم بالقول: إن العراق كان له الأثر الأكبر في حفظ الشعر بخاصة وتراث الأمة العربية بعامة؛ لأن التدوين الفعلي، والجمع المكتمل والاستواء التام للأدب العربي قد تمّ في البلاد العراقية مذ القرن الثاني للهجرة وإلى يوم الناس هذا ، ولم تقف جهود العراقيين في القرن العشرين بنشر الشعر العربي وتحقيقه عند هذا الحد بل تعدته إلى مديات أرحب ، وآفاق أوسع ، وقد صار علامة مميزة في تاريخ النشاط العلمي العراقي الحديث والمعاصر .
وأكدت الدراسة أن الدكتور الجبوري يعيد طباعة الدواوين التي جمعها وحققها أكثر من مرة ولكن من غير أي مسوغ علمي يتمثل بزيادة أو استدراك أو ما يدعو إلى إعادة الطبع من الامور المعروفة لدى الناشرين ، والمحققين ، فضلا عن أن هناك مجاميع شعرية ظهرت في اثناء اشتغال الدكتور الجبوري على أعماله لم ينبه إليها على النحو الذي اثبته البحث ، ولم يرجع الدكتور الجبوري في بعض الأحيان عند التخريج إلى مصادر مهمة ما كان ينبغي عليه اغفالها مما ولد بعض الملاحِظ التحقيقية على صنيعه، كما بينها الباحث كلا في موضعه، ولعل مرد ذلك هو أما أن يكون المصدر غير معروف زمن تحقيق العمل وجمع، وهذا مما يعذر عليه الدكتور الجبوري، أو أن يكون المصدر من مصادره التي عوّل عليها ولكنه لم يرجع إليه بسبب من الأسباب.
وبينت الدراسة ان الجبوري كان حين يشرح الألفاظ الغريبة في الغالب يعول على حواشي المحققين الذين خرج الشعر من المصادر التي حققوها، أو أنه يرجع إلى معجمات اللغة ولا يشير إليها إلا في ثبت المصادر وأحيانا لا يشير البتة ، وكان يتتبع اختلاف الروايات الشعرية ويثبت الصائب منها في الغالب ، ولكنه أحيانا يغفل ذلك التتبع، ولا يثبت الرواية الراجحة التي جعلها في الحواشي، أو أنه اغفل الإشارة إليها في بعض الأحيان، وهذا من سمات منهجه التحقيقي لكي يزيد من التوثيق ، ويفصح عما يكتنف البيت أو قد يعتريه من اختلاف المعنى عند اختلاف الرواية ، وكان يثبت بعض المقطوعات الشعرية في شعر شاعر ما في حين أنها من الشعر المتنازع عليه بين شاعر ما وشاعر آخر ، والمتتبع للبحث يجد هذه الظاهرة متكررة كثيرا فيما صنعه من مجاميع شعرية.